رم - آرام المصري

بقلب يملؤه الصبر وصوت يغلبه الألم، يروي الدكتور(ع، ش) قصته لـرم، والتي تختصر حكاية كفاح طويلة امتدت لأكثر من عشر سنوات عاشها بين مقاعد الدراسة والعمل في آنٍ واحد، على أمل أن يحصد في نهاية المطاف ثمرة علمه وجهده، ليتفاجأ بواقعٍ آخر لم يكن يرنو إليه.
وقال الدكتور (ع،ش) وهو إمام مسجد يعمل في وزارة الأوقاف، إن رحلته بدأت منذ سنوات حين قرر أن يواصل تعليمه رغم ضيق الحال وكثرة الالتزامات لحصل على درجة البكالوريوس بتفوق ثم الماجستير بامتياز ويكمل المسير حتى نال شهادة الدكتوراه بامتياز عام 2019.
وأضاف بيأس: “كلفتني الدراسة جهد عشرة أعوام وآلاف الدنانير اقتطعتها من راتبي، كنت أدرس وأعمل في الوقت ذاته على أمل أن أطور نفسي وأخدم بلدي في مجالي الأكاديمي إلا أنني لم أجني ثمار تعبي.”
وأضاف أنه شارك في مؤتمرات علمية داخل الأردن وخارجه ونشر العديد من الأبحاث كما أصدر مؤلفات علمية وأدبية وحاضر في الجامعة الأردنية فور تخرجه، إلا أن آماله لم تتحقق.
وتابع: “كنت الثالث على المملكة في امتحان الدبلوم عام 2011، وحزت مراكز أولى في مسابقات أدبية وبحثية داخل الأردن وخارجه وشاركت باسم بلدي في مؤتمرات دولية ومع ذلك ما زلت في قاع السلم الوظيفي.”
وأوضح أن وزارة الأوقاف لم ترفع راتبه بعد حصوله على الدكتوراه سوى 18 دينارًا فقط، أي بمعدل 6 دنانير عن كل سنة، رغم أن الشهادة العليا كان يفترض أن تُحدث فارقًا في وضعه المعيشي.

ولفت إلى أنه يعيش ظروف اقتصادية صعبة، فراتبه كإمام جامع لا يمنحه القدرة من الصرف على أربعة أبناء، أحدهم مصابة بالشلل الدماغي، مُشيرًا إلى أن راتبه بالكاد يكفي للطعام والشراب ومتطلبات الحياة اليومية وسداد ما يُمكن من ديون.

ورغم كل ما يعيشه من ضيق، أكد (ع،ش) أن مطلبه بسيط وواضح وهو أن يُنظر إلى شهاداته وخبراته بعين العدل وأن يُمنح المكان الذي يليق بعلمه وتحسين وضعه الوظيفي والمعيشي.

عدد المشاهدات : (4657)