رم - عاطف أبوحجر
تعدد الزوجات أمنية تراود الكثير من الرجال، تجمع بين الطموح والحلم والمغامرة، لكنها غالبًا ما تصطدم بتعقيدات الواقع ومخاوف الالتزام. بعضهم يخشى "العقوبات الزوجية" فيتراجع عن الفكرة من الأساس، والبعض يغامر و"يضرب ضربة مقفّى"، فيُسجَّل اسمه في سجل المجتهدين، بينما يكتفي آخرون بامرأة واحدة ويقنعون بما قسم الله لهم.
لكن إذا أردنا الحديث عن رجل لم يكتفِ بالتمني ولا خاف من التجربة، بل دلّل نفسه إلى أبعد الحدود، فهو الفنان محرم فؤاد. فقد جمع في حياته زيجات من أجمل الفنانات وملكات الجمال، حتى غدت سيرته الخاصة أقرب إلى "ألبوم للجمال" يتنقّل بين صفحاته.
استهل حياته الزوجية مع الفنانة تحية كاريوكا، التي كانت في أوج شهرتها آنذاك، أيقونة للجمال والنجومية.
بعدها اتجه إلى لبنان، حيث تزوج ماجدة بيضون، ملكة جمال لبنان، ثم وقع في حب الفنانة ميرفت أمين، رمز الأنوثة والرقة في جيلها.
تزوج بعد ذلك الأسطورة المطربة صباح، وقد رآها الكثيرون "المحطة الأخيرة" التي ستنهي رحلته، لكن قلب محرم لم يعرف التوقف.
ثم جاءت الفنانة سهير رمزي، إحدى أيقونات الجمال، ولم يكتفِ بالجمال المحلي والعربي، بل ارتقى إلى العالمية، فتزوج جورجينا رزق، ملكة جمال الكون، ولها غنّى أغنيته الشهيرة "داري جمالك".
عاد بعدها إلى مصر ليتزوج الفنانة عايدة رياض في بداياتها الفنية، حيث كانت تمثل نموذجًا للجمال الشعبي المرح، أما محطته الأخيرة فكانت مع المذيعة منى هلال، التي أضفت على مشواره لمسة إعلامية أنيقة بعيدة عن صخب الوسط الفني.
رحل محرم فؤاد وترك وراءه حكاية فريدة عن "رجل دلّل نفسه" عبر سلسلة من الزيجات التي صارت جزءًا من سيرته الفنية والشخصية.
وهكذا، يظل عالم الزوجات ميدانًا لا يُنصح بدخوله إلا لمن يملك قلبًا من فولاذ وذاكرة من حديد وحسابًا بنكيًا لا ينضب. فالتعدد ليس بطولة ولا مغامرة عاطفية بقدر ما هو «مشروع هندسي» يحتاج إلى أعصاب مشدودة وخطة طوارئ لكل مناسبة. أما من يظن أن في التعدد راحة ومتعة، فليتذكر أن محرم فؤاد نفسه – بكل وسامته وشهرته – انتهى وهو «مجلوط» من كثرة الجمال، فكيف بحضراتكم يا أصحاب المرتبات المحدودة والطاقات المعدودة؟ رحم الله محرم فؤاد، فقد عاش «الحلم الزوجي العربي» حتى آخر نفس… ونحن يكفينا أن نحلم من بعيد!