نعم لعقوبات الأردنية ولا لنظام الفزعة .. وأول الغيث قطرة


رم -
د. لؤي بواعنه

لن أتُعب نفسي والقرّاء الكرام بسرد الأسطوانة الأردنية المشهودة عن أسباب العنف الطلابي أو الجامعي.ولن أدخل في باب التنظير والبحث عن الحلول السلوكية الاجتماعية لتبريرعدم ايقاع العقوبة على الطلبة،فقد أُشبع الموضوع جدالاوقولا وبحثاً،دون نتيجة تذكر.وقدعقدت الندوات وانفقت الأموال على البحث العلمي للخروج بنتائج لعلاح العنف الطلابي دون فائدة تذكر. وقد تكلم أساتذةعلم الاجتماع كثيراً ودون فائدة تذكر،محاولين تعديل سلوك أولئك المتورطون بالعنف الجامعي،بالندوات تارة،وبتخفيف العقوبات تارة أخرى،حفاظا على الطلبة للحيلولة دون تحويلهم لمشاريع جريمة في المجتمع،وحرصا على عدم حرمانهم من المنح والمكارم وغيرها،ورحمة لآبائهم الذين لا ذنب لهم فيما اقترفه أبنائهم من عمل مشين بحق الجميع،ولكن للأسف كله ذهب أدراج الرياح وبدون فائدة تذكر. فقد فشلوا جميعا سواء اعترفوا أولم يعترفوا،فهم يسعون جاهدين بإبداء وجهات نظرهم العلمية والفلسفية والدفاع عنها،بحجة أن العنف هومجتمعي وأن أؤلئك الطلبة جزء من كل،وهم بالمحصلة نتاج المجتمع،متناسين بذلك كله المثل القائل :" من أمن العقاب أساء الأدب " .

من حق الجامعة الأردنية " أم الجامعات " أن ينعم طلبتها ببيئة طلابية آمنه من العنف وخالية َ من المشاجرات والعنتريات والفوضى وعدم المسؤولية والجهل.ومن حق الجامعة الأردنية مرآة التعليم في الأردن أن تستعيد هيبتها أمام الداخل والخارج فهي قدوة الجامعات ،وذلك بتطبيق القانون على كل طالب متورط بمشاجرة أوعنف جامعي مهما كان سببه.ومن حق الجامعة إيقاع أقصى العقوبات بحق كل من لا يمت بالمسؤولية بصلة،ولا يؤمن بسلطة القانون داخل الجامعة ،لإيمانه المطلق بالبلطجة والقوة والنفوذ داخل الجامعة وخارجها،ومعتقدا أن العصبية والقوة هي الوسيلة الناجعة للوصول لمبتغاه دون أكتراث بمقدرات الجامعة،وترويع طلبتها ،وكأنه يعيش في غابة أسمها الجامعة الأردنية خلقت لأجله وغيره من عديمي المسؤولية.أنها جامعة وليست ساحة حرب،فمن أرادها حربا فليخرج منها بسلام ليمارس هواياته ورغباته اينما يريد مهما كان ،وممن كان ،فهذه الجامعة تأسست في عهد المغفور له الحسين بن طلال،فكانت عنوانا لثمرة اهتماماته ،ودرة انجازات وصفي التل وحابس المجالي للتزويد الأردنيين بالعلم بدلا من السلاح.فلم تخلق هذه الجامعة لتكون ساحة لحرب لفئة لا يدركون قيمتها،بل خلقت لمن يرعاها ووينتمي إليها .

لقد عانت الجامعة الأردنية كما عانت مثيلاتها من الجامعات الأردنية لقيام زمرة من الطلبة بالتنادي مع بعضهم البعض للأنقضاض على جماعة أخرى في الجامعة لخلاف يبدأ بين أثنان منهم على كرسي أوبسبب نظرة غربية "جحني "،أولأي سبب آخرلاقيمة له في عرف المجتمع .وفي كثيرمن الحالات يأتهم الدعم اللوجستي من الأقارب والأصدقاء وأهل البلدة معتمدين على نظام الفزعة،متجاهلين بذلك كل القيم التي قام عليها المجتمع الأردني الأصيل،ضاربين بعرض الحائط ميراث أبآبهم وأجدادهم من الحلم والحكمة والتسامح وأغاثة الملهوف وإكرام الضيف ،ليأتي في النهاية بعد كل الدمارالذي الحقه بالجامعة من دماروتعطيل للدراسة وإغلاق للجامعة وترويع للفتيات والنساء وإساءة لسمعة الجامعة وإدارتها وأساتذتها،ليقول كلنا بنغلط " وأهل السماح ملاح ".

كلنا مع الحفاظ على الجامعات وطلبتها وحق الطلبة في التعليم،لكننها في الوقت نفسه نريدها بصدق جامعات خالية مع العنف وابطاله،نريدها جامعة خالية من تدخل الوساطات،لما لهامن تأثيرفي خللة بنيان المجتمع والجامعات والصروح العلمية كلها،ولما لها من أثرفي إفساد الجيل نفسه،لتعميقها مسألة الوساطة والواسطة والمحسوبية،رغم كل الموبقات التي يرتكبها الطلبة بحجة أن "العقب جهال"،وايمانا منا جميعا بأن القانون والتعليمات في الجامعة نافذة على الجميع ،وإيمانا منّا ومن الجميع بعدم تكريس فكرة مفادها،أن هناك من هم فوق القانون،فكلنا تحت سقف القانون ومظلته. ومن يخطيء فليحاسب وفق تعليمات الجامعة أولا قبل القضاء الأردني.

نثمن دورالجامعة الأردنية ودور لجان تأديب الطلبة في الكشف عن المتسببين في تلك المشاجرة ،ونشدُ على أيديهم في تطبيقهم القانون على كل من ثبت تورطه في تلك المشاجرة وفصله فصلا نهائيا،ليكون عبرة لمن بعده،ولتبقى جامعاتنا الأردنية منارة للعلم والمعرفة والبحث العلمي ،لاساحة مستباحة للحرب والعصي والحجارة،ففرد العضلات لمن أراد ذلك يكون في خارج أسوار الجامعة لاداخلها.فداخل أسوارها 9للعلم فقط فقط وليس لشيء آخر !!!!

*أكاديمي في جامعة البلقاء التطبيقية .



عدد المشاهدات : (5017)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :