ميكافيلية الرؤيا


رم -

بقلم الدكتور سامي العموش


في كثير من الاحيان يصاب الانسان بعمى الالوان وبناءً عليه تصبح الرؤيا لديه شبه معدومة ويصبح لا يميز بينهم لأننا ادخلنا العاطفة في التقييم وهي لحظة صعبة في حياة البشر هذا ما اتحدث عنه انه عنوان لكثير من البشر فقد تتكون في مراحل معينة صداقات وقناعات تعتقد انها مبينة على اسس صحيحة ولكنك في حقيقة الامر لا تدرك ابعادها الا بعد مراحل بعيدة وانها كانت تخبئ ما تخبئ في باطنها وتحمل مصالح وافكار لمرحلة ما تكون انت فيها صانع قرار وبعد مرحلة طويلة تكتشف بأنك لقد اخطأت في الترتيب والتقييم فالاصل في ارجاع الاشياء الى اصلها وان تبتعد عن مظاهر المكياج التي تحيط بالاشخاص وما اصعبها من لحظة عندما تتداخل الالوان لتشكل رقماً جديداً ومختلفاً عما توقعت وما تم البناء عليه وهذا في كثير من الاحيان يحدث في بناء بعض الشخصيات التي نتعامل معها فتظهر لك لوناً جميلاً وتقدم الحلوى والعطور ولكن سرعان ما تأتي لحظة ليذهب بها كل هذا وتظهر الشخص على حقيقته وتكتشف بأن هناك مسافة كبيرة بينما كان متوقعاً وما يحصل وهنا تكمن المفاجأة وعندما قرأت في كتاب ميكافلي والذي يعتبر مرجعاً لكل من يريد ان يفهم للصعود طرق قد تكون مقيتة لكنها تحصل وفي مواقف كثيرة فيصبح الشخص الذي تكونت لديك قناعات بأنه ابعد ما يكون عن التوجهات او بالاحرى كمن يعمل في نظام حزبي وتأخذه الافكار للتخلص من الرفاق الذين ارتبطوا في المرحلة وكأنه يريد ان ينسى الماضي ويشكل مجموعة جديدة تقول له نعم باستمرار ومؤيدة سواءً اكان القرار صحيحاً ام خاطئاً فهو لا يخضع للفكر السابق القائم على مناقشة الافكار وطرحها واختيار البديل الافضل الذي يمثل قناعة الجميع وهنا يبدأ الصراع فلابد من التخلص من الرفاق والحيلولة دون وصولهم الى اي موقع كان ليس من باب شيء وانما هو صاحب القرار والناهي وهنا تبدأ عملية التخوين والتشكيك وكل منهم لديه ما لديه وهذه مرحلة صعبة جداً ان لم يتداركها المتلقي بعناية فائقة ويحاول تهدئة الكرات لعلى وعسا ان تأخذ الكرة طريقها الصحيح وتتكون لدى الطرف الاخر بأن التغيير قادم لا محالة وانما هي مسألة وقت مرتبطة بمصالح يجب ان تأخذ وقتها وهنا تصبح شطارة متخذ القرار الصائب بأن يتوقف وينتظر لعلى قادم الايام يقدم لك شيء جديداً ولكن في واقع الحال سوف تتكرر الشخصية في مرحلة قادمة مع شخص ما وفي منطقة ما لتحقيق مصلحة اخرى ولكن الكارثة تكمن في لحظة معينة انك كمن يبحث عن السراب معتقداً بأنه ملك كل شيء ولكن في حقيقة الامر هو لا يملك الا لحظة زائفة ستعود به الى البحر عندما لا يجد ان بحراً حقيقياً كان امامه .




عدد المشاهدات : (4158)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :