رم - خاص
هاي القعدة غير…
وفنجان القهوة اليوم طعمه فيه نكهة رضا الناس، وريحة تفاؤل واضحة. مبروك دولة الرئيس، سبعون بالمئة من الأردنيين يقولون إنهم متفائلون بحكومتك، وهذا رقم ما بمرّ مرور الكرام في بلدٍ صعب إرضاؤه. التفاؤل هون مش صدفة، ولا هو مجاملة، بل حصيلة مشاهد حقيقية لزياراتك الميدانية، ولقاءاتك مع الناس بلا بروتوكول ولا عدسات مفتعلة.
الناس بتحب تشوف رئيس حكومة بين المزارعين في الأغوار، وبين الطلاب في الجامعات في الميدان، مش وراء المكاتب أو في المؤتمرات، وهذا اللي عم بصير فعلاً.
بس يا دولة الرئيس، بين فنجان وفنجان، بنحب نحكي كلمتنا بصوت صديق محب، مش ناقد عابر.
الموضوع الأول: المناسبات الاجتماعية.
النية طيبة بالنسبة لمبادرة المناسبات الاجتماعية، بس بدون ما نفرض على الناس يعني مش شغل الحكومة بالأحرى الي معه بعمل والي ما معه ما يعمل، لكن لما تدخل الحكومة في تفاصيل “مين بحضر عرس ومين ما بحضر”، بتفتح على حالها باب مش لازم يُفتح، المجتمع الأردني محافظ، وعنده أعرافه، والمناسبات الاجتماعية فيه مش مجرد تجمعات، بل جزء من نسيجه الوطني. فالأولى أن تظل الحكومة حكماً لا طرفاً، ومنظماً لا وصيّاً.
أما الموضوع الثاني، فهو الكلاب الضالة
الناس اليوم مش فاهمة وين الخط الفاصل بين الرحمة والهيبة، بين حماية الأرواح وحماية الحيوان. لما يطلع تصريح بإنه ما في حبس للي يقتل كلب ضال، بتصير فوضى في الفهم، وبتغيب الرسالة الحقيقية. المطلوب دولة الرئيس مش قرار انفعالي، بل حملة وطنية مدروسة تحفظ حق الإنسان وتراعي الحيوان، وتوازن بين الأمن العام والرحمة العامة.
الناس اليوم عم تحكي إن الحكومة بدأت تستعيد الثقة، لكن الثقة يا دولة الرئيس مثل الزجاج، بتحتاج وقت لتتشكل، ولحظة واحدة ممكن تكسرها.
وإنت اليوم على الطريق الصح، بس الطريق مليان مطبّات من تصريحات غير محسوبة، ومبادرات حسنة النية لكنها تفتح جدلًا ما إله داعي.
هيك فنجان قهوتنا اليوم يا دولة الرئيس، فيه تحية وتقدير، وفيه تذكير محبّ بأن النجاح ما بيكمل إلا بالهدوء، وبأن الرضا الشعبي ما بيتحقق إلا لما تظل الحكومة قريبة من همّ الناس… لا من حفلاتهم