رم - د. عزت جرادات
التغيير بشكل عام يهدف إلى إحداث تحوّل في جانب أو أكثر لأي مجال ثقافي أو إجتماعي أو تكنولوجي، ويتم وفق تخطيط علمي وتهيئة أدواته لضمان النجاح
أما التغيير الإجتماعي والثقافي فهما عمليتان في التحوّل من وضع أو صيغة إلى وضع آخر أو صيغة آخرى. فالتغيير الإجتماعي يركز على العلاقات الإجتماعية والسلوكية في المجتمع، بينما التغيير الثقافي يركز على القيم والعادات المجتمعية.
وقد، يحدث التغيير في المجال الإنساني أو العنصر البشري، ويكون بطيئاً في المجتمع ولكنه سريع الانتشار والتأثير، ونجاحه إذا ما كانت أدواته تفوق القوة البشرية، مثل الوسائل التكنولوجية.
وهذا ما حصل بالفِعل في التغيير المجتمعي وفي العنصر البشري، فظهر فجأة ما يعرف بجيل (Z) زِدْ.
يضم هذا الجيل المواليد للفترة ما بين عامي (1997-2012) تقريباً، باعتباره أول جيل نشأ مع الإنترنت والهواتف الذكية ووسائل التواصل الإجتماعي. واكتسب هذا الجيل مهارات تكنولوجية عالية، وتأثر بقضايا العصر العالمية، وامتلك القدرة على التفاعل مع الأحداث العالمية والتكيف مع اتجاهاتها. فأصبح أشدّ تأثيراً بالقضايا الإنسانية، مثل المناخ والبيئة والعدالة الإجتماعية، والتي كانت موضع التواصل الاجتماعي عالمياً. ثم زاد ذلك الإهتمام بقضايا العنصرية ومكافحة التمييز العرقي ونبذ العنف والحروب وما يصاحبها من أعمال الإبادة الجماعية.
ومع انفجار الحروب، هنا وهناك، في مختلف أرجاء المعمورية، فقد زادت أعمال التواصل الاجتماعي بين ذلك الجيل لنقل أخبار تلك الحروب والمآسي الإنسانية الناتجة عنها. وانتقل هذا التواصل إلى الحراك العالمي فيما بين هذا الجيل، وأصبح يتحرك تلقائياُ، فخرجت المسيرات والتظاهرات التي تشجب تلك الحروب وآثارها المؤلمة على البشرية، وتحوّل هذا التحرّك إلى ضغط شعبي هائل على السلطات القائمة في أي مكان في العالم للإستجابة لمطالبهم وهذا ما حدث مع تصاعد القتال والإبادة حيثما أوجدت تلك الحروب، وحرب غزة كانت مثالاً على ذلك.
إن هذا الجيل، جيل زِدْ -Z- وبعد عشرين عاماً أو أكثر أو أقل سيصبح الجيل الذي يتولى قيادة المجتمعات، وتصبح الاهتمامات الحالية غير ذي شأن. فالاحساس بالقضايا الإنسانية سوف يتفوق على القضايا التقليدية السائدة، أو الزائفة مثل الصهيونية ومعاداة السامية والعنصرية.