رم - د. يوسف عبيدالله خريسات
كل شيء في الشرق الأوسط قد يتغيير بلحظة واحدة ودون سابق إنذار . والعدو الصهيوني ينتقل من مرحلة إلى أخرى ويخرج من مشروع إلى مشروع ومن فكرة إلى فكرة.
وحسن النوايا مصطلح غير موجود في طروحاته وكل ما لديه التوسع والاجرام والقتل والإبادة.
ومن أكثر الناس واعيا بدولة إسرائيل المارقة وبمخطاطاتها هم الأردنيون- بكل اطيافهم- والقيادة السياسية الأردنية ويعون تماماً أن إدارة الظهر تحت أي مسمى سلام هو إنتحار بلا شك .
لذلك ومنذ البداية سعت القيادة الأردنية العليا إلى إبعاد الجيش عن الميدان السياسي لكي يبقى جيشاً نقي الولاء والانتماء فلا يتدخل بأي شيء ولا يتفهم الطتبيع ولا يخضع للتركيع ولا الزحزحة عن الثوابت الوطنية.
فالجيش الأردني هو العامود الفقري للدولة الأردنية وسندا حقيقيا لكل القضايا العربية وجاهز في جميع الميادين.
ويعتقد البعض أن الجيش ليس ذو وعي سياسي ويستدل على هذا ببعد الجيش عن السياسة غير أنك إذا جالست كبار الضباط المتقاعدين تلمس الوعي السياسي العميق على مستويات مرتفعة وتجد الحقيقة الأعمق والاكبر هذا وهي التفهم للموقف الأردني بكافة اتجاهاته ومن هنا نعي تماماً أن الجيش وقيادته تعي العمل السياسي وعيا تاما وتنطق في وعيها من الثابت الوطني المختصر بالمثلث الذهبي: الله الوطن الملك هو شعار تفرد به الجيش العربي الأردني عن باقي الجيوش العربية.
إن القوات المسلحة الأردنية تعمل وبشكل كبير على إعداد قيادات استراتيجية تحمل قدر كبير من الثقافة التخصصية والثقافة المتشعبة في كل حقول المعرفة ليخيل إليك أن الجيش هو الحياة بأسرها.
وعندما تسمع عن مستويات التدريب والتأهيل في الجيش الأردني تشعر أنك أمام جيش عظيم صنعه قائد كبير ابن قيادة هاشمية تاريخية.
جيشنا العربي هو الموت المتحرك على حدود المملكة الأردنية فلا ينتظر قدوم عدو بل يذهب إليه يقتلعه من جذوره ويركه نادما على سولت له نفسه الإقتراب من حياض الموت..