مؤتمر ترامب للسلام


رم -

أ.د.أمين مشاقبة

استغلت اسرائيل وخصوصاً اليمين المتطرف بقيادة نتنياهو سوء تقدير حركة حماس في ٧ اكتوبر ودمرت قطاع غزة بالكامل من البنى التحتية الى المساكن ولم تترك حجراً او بشراً من سطوتها العسكرية، ومنذ الحرب العالمية الثانية لم تدمر منطقة بالكامل ولدرجه 90% اي منطقة وعلى سبيل المثال تم تدمير ٧٠٪ من العاصمة الألمانية برلين، وها هي خطة ترامب المكونة من 20 بنداً أهمها ايقاف الحرب بغزة، وعدم ضم الضفة الغربية وانشاء مسار جديد للسلام وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 67 وهذا ما اتفق عليه الزعماء العرب مع الرئيس الامريكي ترامب، وأيد العالم بجله هذه المبادرة على اساس الاعتراف بالدولة الفلسطينية من قبل 159 دولة في العالم وذلك على المسعى الذي قادته الجمهورية الفرنسية، والمملكة العربية السعودية وتأييداً من الدول العربية وخصوصاً المنخرطة والمُتأثرة بحالة عدم الاستقرار ومنها الأردن.

يشكل تطبيق بنود الاتفاق اولوية لدى الإدارة الأمريكية وخصوصاً الرئيس دونالد ترامب الذي يفكر بمصالح اسرائيل بعقلانية اكثر من قادتها، وهي الضامنة لكافة بنود الاتفاق بالاضافة لبعض الدول العربية التي عملت كوسطاء مصر وقطر وتستضيف مصر في شرم الشيخ مؤتمرا دوليا بحضور ترامب وزعماء المنطقة العربية وبعض الزعماء من العالم الاسلامي، بهدف التوقيع الرسمي على الاتفاق ومنحه صفة الثبات والاستمرار والضمانة الكاملة للتطبيق الفعلي دون معوقات، ففي المرحلة الاولى تبدأ عملية الافراج عن الأسرى والرهائن واول خرق للاتفاق من قبل اسرائيل هو ذوي الاحكام المؤبدة فبدل ٢٥٠ حسب الاتفاق وهي تريد الافراج عن ١٩٥ محكوماً، والانسحاب للخط الأصفر حسب الخرائط، وهناك اهتمام عالي المستوى من قبل الإدارة الامريكية بارسال 200 جندي الى الحدود مع غزة في الجانب الإسرائيلي لمراقبة تنفيذ وقف اطلاق النار وجلب السلام للشرق الأوسط. أن الخوف هو من المرحلة الثانية وهي تخوف نزع سلاح حماس وهناك لا يوجد أي ضمانات خصوصاً لدى نتنياهو وحركة حماس معاً تخوف من مبدأ المماطلة من طرف حماس وبعد خروج رجال الشرطة من الحركة في شوارع المناطق التي انسحبت منها إسرائيل، وموضوع نقل السلطة امراً من الممكن أن تحدث فيه اشكالات وبكل الأحوال الاوراق بيد حركة حماس اصبحت قليلة جداً وعليهم باعتقادنا أن يتمتعوا بالعقلانية والواقعية بعد حجم الخسائر البشرية التي زاد عن ٣٠٠ الف مواطن بين شهيد وجريح.

ان ما سعى له الرئيس ترامب في مؤتمر شرم الشيخ هو دعوة اكبر عدد من زعماء المنطقة وبالتعاون مع الرئاسة المصرية، هادفاً من ذلك لإبراز أنه رجل السلام، والشخص الذي أنهى الصراع الذي طال مداه لاكثر من ٧٧ عاما منذ العام ١٩٤٨، وبالتالي يبرز للعالم اجمع انه صانع السلام في حل هذا النزاع ليسجل التاريخ له هذا الانجاز بعد أن فقد الحصول على جائزة نوبل للسلام، والمؤتمر برعاية مصرية، امريكية اذ دعوة ما يزيد عند ٢٠ زعيم دولة من من المنظمين وباعتقادنا ليس الأمر اتفاق غزة فقط انما محاولة جلب السلام للمنطقة والبحث في مسار جديد ينهي النزاع الى الأبد وذلك بقيام دولة فلسطينية مستقلة، آخذين بعين الاعتبار أنه مسار طويل لكن هذا المؤتمر سيشكل البداية الحقيقية للسير بجدية نحو سلام حقيقي وفاعل يؤدي لمنح الشعب الفلسطيني حق تقرير المصير.

هذا وتسعى مصر والعديد من الدول العربية لاستصدار قرار من مجلس الأمن على نقطتين هما: توثيق اتفاق غزة لحماية الدور الذي ستقوم به الدولة في المرحلة الثانية واعادة الاعمار والنقطة الثانية محاولة توثيق خطة ترامب لاعطائها صفة الالتزام والثبات ويصبح ذو شرعية

دولية ملزمة للجميع امام صحوة الضمير العالمي تجاه ما جرى في القطاع والنجاح في وقف اطلاق النار ومنع التهجير وهذا بحده يكفي الآن..




عدد المشاهدات : (4371)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :