بقلم: د. ذوقان عبيدات
يدور جدل حتى بين العرب فيما إذا كانت إسرائيل قد انهزمت، أو المقاومة، هي من انهزمت! هذا يعتمد على مدى نجاح من حاولوا تبييض العقول، والقلوب العربية، وغسيلها بإعلام محلي ودولي مشبوه!
لقد خلقت ملحمة غزة مفاهيم
جديدة في كل المجالات: الاستراتيجية والسياسية، والاجتماعية، والثقافية، والتربوية، والعسكرية، حتى مفاهيم النصر، والهزيمة لم تعد كما كانت قبل طوفان الأقصى! كما تغيرت مفاهيم الحروب والسلاح والمقاومة نفسها.
(١)
القوة العظمى والقوة العظيمة
إسرائيل هي قوة عظيمة، تمتلك كل مصادر القوة المنفلتة، والولايات المتحدة قوة عظيمة دون شك، ولكن المقاومة هي قوة عظمى، بمعني هي الأقوى والأكثر استدامة، وقدرة على البقاء والتحول!
القوة العظيمة تهزَم فتسقط وتزول! هذا ما يؤيده التاريخ! أما القوة العظمى"المقاومة " لا تزول حتى لو هزِمت عسكريّا! المقاومة هي الإنسان المظلوم الذي يطالب بحقوقه. مقاومة إنسانية ، أخلاقية، ثقافية .
هذه هي ما جعلتها قوة عظمى!
(٢)
الانتصار السياسي، أم العسكري، أم الأخلاقي؟
القوة العظيمة قد تنتصر عسكريّا؛ فتقتل، وتحرق وتدمر! الزلازل والفيصانات والنار، هي قوى عظيمة تنتصر دائمًا. قد تكون إسرائيل قد حققت انتصارًا زلزاليّا، أو فيضانيّا، لكن بحسابات السياسة والأخلاق كانت هزيمتها مدويًة! ولذلك قالوا: من يضحك أخيرًا يضحك كثيرًا!
انتصرت المقاومة فكرة، وثقافة، وسياسة، وأخلاقًا. وستنبع آلاف المقاومات، والطوفانات المستقبلية! فالحقوق لا تضيع!
(٣)
الصوت العالي والساكت والصامت
في نتائج حرب التحرير الغزيّة، وحرب المساندة من حزب الله واليمن،ظهرت كل الأصوات، وسنلاحظ الأصوات الآتية:
-القوية، وهي أصوات إسرائيل، وأصوات الانهزاميين العرب ممن ضاقوا ذرعًا بالمقاومة، وانتظروا سقوطها؛ وقد تبقى هذه الأصوات قوية على مدى سنة على الأقل.
-الأصوات الساكتة، وهي أصوات الخائفين، والمرتجفين، والخانعين من العرب الذين لا حول لهم ولا قوة.
-الأصوات الصامتة، التي تفكر وتتأمل وتعي، وتتحدث بحكمة، وتخطط استراتيجيّا. هذه أصوات المقاومة التي قد تصمت سنة على الأقل حتى تصدح بقوة في وقت قريب.
(٤)
المحلِّلون والمحلَّلون والمنحلّون!
فئات ثلاث، وُلدت مع حرب المقاومة العربية:
-المحلِّلون من عسكريين ومدنيين؛ ممن يعرفون، ولا يعرفون. هذه فئة لاحقة للحدث، تتحدث بعد وضوح النتائج، فهم أشبه بالفقهاء: يجادلون ويفسرون، و معظمهم لا يأتون بجديد!!
-المحَلَّلون، وهم فئة حللتها الأحداث بعوامل الزمن وقوة الخصم؛ انهزموا، وتحللوا، واندثروا.، معظمهم من أعداء المقاومة.
-المنحلون، وهم فئة تعرفونها أكثر مني، تشاهدونها كل مساء
نعم!
المقاومة انتصرت، وكفى!!
كفى ما نشاهد الآن من خسائر استراتيجية للعدو!
كفى ما نشاهد من فرحة الشعب الفلسطيني!
انتهت حرب الإبادة، لكن العدو سيبدأ حروبًا أكثر دناءة!
كفى إحباطًا وكفى سكوتًا
فهمت عليّ؟!!
لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
|
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |