رم - أنت أثمن من أن تُقاس بميزان أحد.
فالذي لا يملك أن يمدّ في عمرِ أنفاسه نفسًا واحدًا،
كيف يتجرأ أن يحكم على مصير إنسان!!!
الناسُ أصواتٌ تتبدّد،
لكن إرادتك إذا تَعلّقت بالله صارت صخرًا لا تهتزّ.
فمن سُلِبَت منه القدرة على أن يُبقي قلبه نابضًا،
أعجزُ من أن يمنحك تقييمًا أو يسلب منك قيمة.
وإذا أردت أن تُقيم ذاتك أو عملك،
فلا تُلقي جواهرك في أيدي الغافلين.
كم من فكرٍ عظيمٍ بدا في عيون الجهلاء خواء،
وكم من قطعةٍ نفيسةٍ أُهدرت حين وُضِعت في غير موضعها.
قَدْرُك يُقاس بمن تُحاور، وبمن تُودِع سرّك،
لا بما يقال في المجالس العابرة.
فأنتَ أعظم من أن تكون خبرًا يُستهلك،
أو رأيًا يتقاذفه المتعجّلون.
انظرْ إلى نفسك كما أراد الله لها:
كائنٌ حرّ، لا تحدّه إلا المشيئة العليا.
واثقٌ أنّ طريقك مرسوم بيدٍ لا تخطئ،
وأنك باقٍ ما شاء لك ربّك أن تبقى،
وماضٍ حيث شاء لك أن تمضي.
فامشِ ثابتًا،
كأنك تحمل سرًّا لا يُفرّط فيه،
وسِرْ واثقًا أنّ قيمتك لا تتجزأ،
ولا تنقص بقول قائل،
ولا تزيد بثناء مادح،
إنما تثبت في عُلوّها لأنها منك وإليك،
وتحت عين الله وحده.
بقلم: ياسمين زاهدة