هيام عواودة .. أم أردنية هزمت السرطان مرتين


رم -

في بلدة كفر يوبا الهادئة، على أطراف عروس الشمال إربد، تبدأ حكاية هيام عواودة، التي تحوّلت تجربتها مع السرطان إلى شهادة إنسانية على قوة الإيمان والإرادة.

هيام، أم لسبعة أبناء وجدة لثلاثة وعشرين حفيدا، لم تكن تعرف شيئا عن سرطان الثدي حتى عام 2021، حين شاركت في حملة توعوية صغيرة حول الكشف المبكر.

وما بدا يومها فضولا عابرا، تحوّل إلى محطة مفصلية في حياتها، بعد أن كشفت الفحوص إصابتها بالمرض. تتذكر تلك اللحظة قائلة: "شعرت أن قلبي توقف عن النبض، لكني لم أبكِ، قلت فقط: يا رب هونها".

بدأت رحلتها مع العلاج بين جلسات الكيماوي والأشعة، محاطة بقلق أبنائها ونظراتهم الصامتة. لكنها اختارت أن تواجه الألم بالصبر والدعاء، وأن تبتسم للمريضات اللواتي التقت بهن في المستشفيات، لتُخفي وجعها وتتمسك بصورة "الأم القوية" التي أحبها أولادها.

وبعد ثلاث سنوات، أعلنت شفاءها وعادت إلى بيتها، إلى رائحة خبز الطابون التي لطالما صنعت دفء المكان، وإلى حياتها الطبيعية التي افتقدتها طويلا.

لم تتوقف عند حدود ذاتها، بل بدأت تمد يد العون والكلمة الطيبة لكل المصابات بهذا المرض الخبيث. غير أن القدر وضعها مجددا أمام اختبار آخر في مطلع عام 2025، عندما اكتشفت كتلة في لسانها.

ورغم صعوبة الموقف، تعاملت معه بخفة ظل، قائلة لطبيبتها: "لا تتعبي حالك، أنا (جوجلت) الموضوع وفهمت"، لتثبت أن المواجهة هذه المرة ستكون بلا خوف.

هيام لم تجعل المرض يقيد خطواتها، بل قررت أن تمنح للحياة طعمًا مختلفًا. ففي اليوم الذي علمت فيه ببدء علاجها الجديد، اختارت أن تذهب أولًا لتناول الكنافة مع صديقتها، مؤكدة أن متعة اللحظة لا يجب أن تؤجَّل أمام قسوة التحديات.

اليوم، تكرّس هيام الأم والجدة وقتها للعمل التطوعي عبر جمعية خيرية، تدخل بيوت المريضات بابتسامة وثقة، وتقول لهن: "أنا كنت في مكانك... وها أنا أعود للحياة".

هيام عواودة، التي واجهت المرض مرتين، تحمل في قلبها شعارا بسيطا عميق المعنى: "أنا انتصرت لأني أحب الحياة".

(الرأي - نوف الور)

 

 




عدد المشاهدات : (4177)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :