رم - الدكتور نسيم أبو خضير
في وطنٍ جبل أهله على الشهامة والنجدة والوقوف إلى جانب بعضهم ، يطل إسم معالي يوسف حسن العيسوي كعنوانٍ للرحمة والإنسانية ، ورمزٍ للعطاء الذي لا يعرف حدودًا . فهذا الرجل الذي نذر نفسه في خدمة جلالة الملك عبد الله الثاني إبن الحسين ، يمضي ليله ونهاره متنقلًا بين مدن المملكة وقراها ، بين بيوت الفرح وبيوت العزاء ، ليكون جسرًا يصل القلب الهاشمي الكبير بشعبه الصابر الأصيل .
لم يكن دور العيسوي مجرد مهمة رسمية يؤديها ، بل تحوّل إلى رسالة إنسانية صادقة تحمل في طياتها معاني العطف والوفاء . فحين يطرق باب أسرة مفجوعة بفقد عزيز ، أو يواسي والدةً تبكي ولدها ، أو يضع يده على كتف يتيمٍ يبحث عن الحنان ، فإنه لا يمثّل نفسه ، بل يحمل دفء قلب الملك الذي لا يهدأ قلقه على أبناء وطنه .
إن جبر الخواطر من أسمى القيم التي أوصى بها ديننا الحنيف ، والعيسوي يجسدها في كل زيارة وتعزية ومساندة ، فيعيد للأرواح المكلومة بعض السكينة ، ويمنحهم شعورًا بأنهم ليسوا وحدهم في مواجهة الألم ، وقد كان لها وقعها المؤثر في زيارة معالية لأسرة العظامات ، وأن القيادة الهاشمية معهم في كل لحظة ، في الفرح كما في الحزن .
لقد غدت خطوات العيسوي شاهدة على علاقة نادرة بين الملك وشعبه ، علاقة أساسها الرحمة والتكافل والتلاحم . وهو إذ يتحرك بتوجيهات ملكية سامية ، فإنه يرسم لوحة من الإخاء والإنسانية تُبقي الأردن بيتًا واحدًا كبيرًا ، يضم أبناءه جميعًا تحت جناح العطف والوفاء .
ويبقى جبر الخواطر الذي يحمله يوسف العيسوي رسالة وطنية وأخلاقية ، تؤكد أن القيادة ليست فقط إدارة شؤون الدولة ، بل هي قبل كل شيء رعاية الإنسان والوقوف إلى جانبه في ضعفه وحاجته .