الأردن الهدف المخفي بين وهم السلام ومشاريع التصفية


رم - بقلم الدكتور - فواز أبوتايه

منذ طرح صفقة القرن في الولاية الأولى في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بات واضحاً أنها لم تكن مبادرة سلام بقدر ما كانت مشروعا لإعادة صياغة المنطقة على مقاس إسرائيلي واليوم تأتي خطة ترامب وتصريحات المبعوث الأمريكي توماس باراك لتؤكد أن تلك الصفقة لم تدفن بل أعيد تدويرها في قوالب جديدة تحت شعار السلام الاقتصادي في محاولة لصناعة وهم يخفي خلفه مشاريع التصفية وإعادة تشكيل المنطقة من جديد .

القضية الفلسطينية تدفع نحو التفكيك غزة في طريقها إلى كيان منفصل والضفة محاصرة بينما يستبدل الحل السياسي بإغراءات إقتصادية وفي الوقت نفسه تنقل الأولوية العربية من الصراع مع الإحتلال إلى الصراع مع إيران في إطار توسيع دائرة التطبيع التي تسعى واشنطن وتل أبيب إلى جعلها أساس الأمن الإقليمي الجديد في المنطقة العربية .

الأردن هو الهدف المخفي في هذه المعادلة الوصاية الهاشمية على المقدسات تواجه محاولات للتقويض عبر الحديث عن ترتيبات جديدة في القدس وقضية اللاجئين تدفع بإتجاه التوطين ما يعيد هواجس الوطن البديل حتى الإقتصاد يستخدم كسلاح عبر مشاريع مياه وطاقة وإستثمارات قد تتحول إلى أدوات إبتزاز سياسي أوراق تستخدم للضغط.على القرار السياسي الأردني المعادلة الأردنية شديدة التعقيد الرفض الكامل يفتح باب الضغوط الإقتصادية والسياسية والقبول يهدد الشرعية الوطنية والتاريخية لذلك يبقى الخيار الوحيد هو التمسك بالثوابت وتعزيز العمق الشعبي والعربي وتحصين الجبهة الداخلية لقادم الأيام هذا
الأردن الذي صمد في وجه نكبة 1948.م وأزمات الإقليم المتلاحقة لن يكون لقمة سائغة لمشاريع التصفية فهذه الأرض إرتبطت هويتها تاريخيا بفلسطين والقدس والوصاية الهاشمية ليست إمتيازاً سياسيا بل جزء من هوية وطنية وتاريخية راسخة لهذا فإن معركة الأردن اليوم ليست دفاعا عن حدود جغرافية فحسب بل عن معنى وجوده ودوره في المنطقة إنها معركة التاريخ والهوية في مواجهة وهم السلام ومشاريع التصفية حيث يظل الأردن الرقم الصعب الذي لا يمكن تجاوزه



عدد المشاهدات : (4353)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :