في خطوة غير مألوفة داخل أسوار السجن، نظم سجن «تالافيرا بروس» الواقع في منطقة «بانجو» غرب ولاية ريو دي جانيرو البرازيلية، النسخة العشرين من مسابقة ملكة جمال السجن، التي تُقام منذ عام 2004.

وتهدف المسابقة إلى منح السجينات فرصة للتعبير عن أنفسهن، وتعزيز الثقة بالنفس، والتواصل مع أسرهن والمجتمع المدني، في تجربة نادرة تعكس اهتمام إدارة السجن بالجانب الإنساني والنفسي للنزيلات.

واعتمدت إدارة السجن خلال المسابقة على اختيار المشاركات بناءً على سلوكهن داخل السجن، بحيث يسمح فقط للنزيلات الملتزمات بالانضباط والمسؤولية بالمشاركة، ما يعكس هذا الأسلوب حرص الإدارة على تشجيع السلوكيات الإيجابية بين جميع السجينات.



شارك في النسخة الحالية عشر سجينات، وخضعن لتحضيرات شاملة تضمنت جلسات مكياج وتصفيف شعر، بالإضافة إلى بروفات على المسرح داخل السجن، شملت اختبار الأزياء ومهارات العرض على المنصة.

كما ارتدت المشاركات فساتين متنوعة وأحذية عالية، قبل أن يتم تقييمهن أمام لجنة التحكيم المكونة من موظفين قضائيين ومسؤولين حكوميين وأعضاء من المجتمع المدني، مع حضور بعض أسر السجينات لمتابعة الحدث وتشجيع بناتهن.

وتضمنت الفعالية أيضَا عرض تصميمات السجينات الخاصة، بما في ذلك قطع الجينز، لإبراز إبداع كل مشاركة وفردية أسلوبها، وساعد مصممو الأزياء ومتخصصو المكياج المشاركات على تقديم أنفسهن بأبهى صورة، رغم فترة الاحتجاز الطويلة.

كما فتحت إدارة السجن أبوابها للجمهور، الذي حضر الحدث وتفاعل مع المشاركات، مؤكداً أن الهدف من المسابقة يتجاوز الجمال الخارجي ليشمل تعزيز الثقة بالنفس والسلوكيات الإيجابية، وتوفير فرصة نادرة للتواصل الاجتماعي واللقاء مع الأسر.

وأكدت الإدارة أن هذه الفعالية تمنح النزيلات لحظات من الفرح والتقدير، وتجمع بين الإبداع الشخصي والانضباط والتواصل الاجتماعي، لتصبح نموذجًا على الفعاليات التربوية والاجتماعية التي تدعم إعادة تأهيل السجينات.