حجاوي : الفن رسالة .. والدراما مرآة الروح العربية


رم - بقلم المنتج الاردني :- عصام حجاوي

الفن ليس مجرد ألوان وصور أو أصوات متجاوبة مع الأذن، بل هو رسالة سامية تهدف إلى رفع الإنسان، ورعاية روحه، وإثراء إحساسه بالحب والخير والجمال.

لقد كانت الدراما العربية في زمنها الذهبي شامخة بالمصداقية والجودة، تنال احترام المتلقي وإعجابه، فتزرع فيه الفضيلة، وتقوي وعيه، وتكشف له سبل محاربة الشر بكافة أشكاله. كانت الدراما نافذة للنور، تعكس فكر المجتمع ونضجه، وتزرع في قلب الإنسان معنى القيم، قبل أن تزدهر أدواتها وتستمر في تشكيل الوعي الجمعي.

أما اليوم، فقد غزت الساحة مجموعة من مدّعي الفن الذين حولوا ما كان رسالة سامية إلى وسيلة لإغراق العقل بالغرائز والشهوات، وقدموا العري فناً والانحلال فكراً. صار الفن وسيلة لتدمير القيم، وانحراف المتلقي، وفقدنا معه نورًا كان يضيء دروب المجتمع.

وللخروج من هذا المستنقع، يجب على الفنانين الحقيقيين، مبدعي الفكر والرسالة السامية، أن يقفوا بحزم في مواقعهم، لا يتركوا الساحة لمن يسعون فقط للشهرة والربح السريع. فكل عمل فني يقدمونه هو مسؤولية جسيمة تجاه الإنسان والمجتمع، أداة تهدي المتلقي إلى آفاق فكرية وثقافية وإبداعية راقية.

يجب أن يعود الفن إلى جوهره: وسيلة للسمو والتنوير، لا أداة للظلام والانحلال. أن يخاطب العقول، ويزيل غشاوة الجهل، ويعيد للدراما مكانتها في قلب كل بيت.

إن المبدع الحقيقي هو ثروة لا تُقدر بالمال، قوة لا تُشترى، ومرشد يقود البشرية نحو النور. كما قال ونستون تشرشل:
“نحن على استعداد للتنازل عن كل ممتلكات بريطانيا العظمى في كل مكان، ولكن لا يمكننا التنازل عن عمل من أعمال ابن بريطانيا، شكسبير.”

هذه هي قيمة الفنان الحقيقي، المبدع الذي يحمل رسالة الفن النبيلة، ويظل نورًا يضيء الطريق للأجيال القادمة، ودراما ترتقي بالإنسان قبل أن تروّج للقصة أو الحدث.



عدد المشاهدات : (4194)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :