إنّها مريم الحَمَد


رم -

رحلت مريم الحَمَد.. هي الآن عند ربّها..قالت لي قبل أشهر إنها لن تُكمل هذا العام.. وقالت لي أنها تشتاق لـِ "عمي حمد" فقد جاءها في المنام وأعطاها قطف عنب لذيذًا جدًّا وجعلها تأكله حبّةً حبّة.. يومها أطلتُ الجلوس معها ومازحتها كثيرًا وأثقلتُ المزاح كي تخرج قليلًا من ألمها الكبير وهي تضحك وتقول لي: الله يكطع/يقطع شيطانك..!


ورغم أنها كأي أُم تحمل كنية "أُمّ رائد" إلّا أنني مثل الكثيرين كنتُ أستمتع بـ" مريم الحَمَد" نسبةً لزوجها عمّي حمد الذي ما زال رحيله قبل سنوات قليلات لا يفارق صدماتي فقد كان من أكثر أقاربي دعمًا لي ووقوفًا إلى جانبي.


وعندما أقول "رحلت مريم الحَمَد" فأنا لا أقول جملة بسيطة.. بل أنا أضع كلمة "النهاية" على حكايتها التي أدركها وعيي منذ خطواتي الأولى في "مخيّم البقعة" إلى أن شاب شعري وشاب معه كلّ أخضر ناضر قبل أوانه في حكايات أمثالنا من المقاومين من أجل البقاء وحجز الهوامش والمساحات غصبًا عن قوانين الواسطات والمحسوبيات والشلليات..!


يا وجعي ويا وجع كل الأحبّة يا أُم رائد.. يا وجع الفراق الذي يقطع علينا كلّ طريق جميل . آه يا مريم الحَمَد وأنت تتألمين في النهايات على غزّة وما يحدث لغزّة وأنت تتألمين لما يحدث معك.. آه يا أم مراد وأنت تذهبين إلى عمّي راضية مرضية.. وآه يا أم محمد وأنت تمسكين بالورد والنار معًا.. آه يا أمّ أحمد وأنت تسكبين عليّ ماء باردًا لأصحو من غفلتي.. آه يا أمّ محمود وأنت تؤنّبين فيّ الغائب والحاضر.. آه يا أُم قصي وأنت تخافين عليّ كما تخافين عليهم.. آه يا مريم الحَمَد، أيتها الغالية العالية الزكية.
إلى رحمة ربّي.. والله الآن بكِ كفيلٌ ووكيل.


&&&&

كامل النصيرات




عدد المشاهدات : (4196)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :