حسين جداونه
مسرح
سألته: بم أنت مشغول يا علقمة؟!
أغلق هاتفه، ثم تنحنح، ثم راح يغمغم:
قلنا.. نهيق ويذهب في حال سبيله.. فإذا النهيق يأتي بالنعيق، والنعيق يأتي بالنعيب.. وإذا بالسيل العرم يجرف كل ما بنيناه في لحظات معدودة..
وإذا بالمسرحية تنفتح على.. م س ر ح ي ة ج د ي د ة...
***
حمامة بيضاء
ما إن رأيته حتى بادرته بالقول:
ـ أتدري يا علقمة؟
من دون تردّد أجابني:
ـ لا، لا أريد أن أدري.
***
الصعود إلى قمة الوادي
من غير مناسبة، أخذ علقمة يردّد:
المال.. المنصب.. الوجاهة.. الحسب.. النسب..
بالنسبة لي.. أنا أحب كل هذه الأمور...
هززت ـ هذه المرّة ـ رأسي من غير أن أنبس بكلمة...
***
السير في حقل ألغام ليلا
ربتّ على كتفه..
صديقي علقمة، ما مشكلتك مع أبناء عمومتك؟
تنهّد، ثمّ قال:
مشكلتي في الأصل ليست مع أبناء عمومتي، مشكلتي مع إخوتي...
***
سماء ملبّدة بغيوم داكنة
رأيت علقمة سارحًا، فنكزته:
ـ ما بك يا صديقي؟
ردّ باقتضاب:
ـ لا شيء، سوى إنني اشتريت لها الخبز، ونسيت اللحم.
قلت له مستفزًّا:
ـ لعلك تناسيته!
لم يبتسم هذه المرّة، ولم يهزّ رأسه كعادته، لكنه بدا حياديًّا حدّ الموت...
***
قلع الشوك من العين بالمخرز
تعرض علقمة لضغوط من كل اتجاه. ضبط نفسه، تحكم بردّ فعله السلبي، عزل نفسه عن الأصدقاء المثبطين، تحدّث مع الأصدقاء المتفائلين، رفع روحه المعنوية..
يجلس في غرفة مريحة.. يستمع لموسيقى هادئة..
وينتظر دوره...
***
شمس حارقة وأجساد عارية
رأيت علقمة واجمًا..
سألته: ماذا دهاك اليوم يا صديقي؟!
تنبّه علقمة لوجودي، فعدّل جلسته، ثمّ قال كأنه يخاطب نفسه:
أتدري.. لقد كنت مغفلا طوال الوقت.. كنت أظن أنّني إنسان محترم..
ثمّ تبيّن لي..
قاطعته: ولكنّك تحظى...
رنّ هاتفه.. فانشغل عنّي بالمكالمة...
***
في الربع ساعة الأخيرة من العمر
استعرض شريط حياته..
ثم راح يتساءل بينه وبين نفسه..
هل كان الأمر يستحق كل هذا العناء، يا علقمة؟
***
شمس
ـ "كل من عليها فان". وأنت عليها.. واضح يا علقمة؟
أطرق علقمة قليلا، ثمّ قال:
واضح، يا علقمة، لكنّه غير مفهوم...
***
علقمة
عانى من كل شيء، لم يجد في هذا العالم من يفهمه، تمنّى أن يبدي رأيه بصراحة بكل ما يدور حوله، لكنّه كان يقلّب الأمور على وجوهها، ويؤثر السلامة على الكرامة..
أنا أشبه علقمة...
***
كاتب أردني
لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
|
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |