رم - يتابع ديوان أبناء الكرك في عمّان، ومعه أبناء الأردن الأوفياء، بكثير من الاعتزاز والفخر الكلمة التاريخية القوية التي ألقاها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي عبّرت بصدق عن ضمير الأمة الأردنية والعربية، ورسخت مرة أخرى الثوابت الوطنية والهاشمية في الدفاع عن فلسطين والقدس والمقدسات.
لقد أكد جلالته في خطابه أن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشرقية ليس منّة ولا مكافأة، بل هو حق راسخ لا يقبل الجدل أو المساومة. كما شدّد على خطورة الممارسات الإسرائيلية في الضفة الغربية ومحاولات الضم والاستيطان، محذّرًا من أنها ستقود إلى كارثة سياسية وأمنية تُقوّض فرص السلام وتدفع المنطقة نحو مزيد من العنف وعدم الاستقرار.
ونحن في ديوان أبناء الكرك إذ نشيد بموقف جلالته المشرّف، فإننا نؤكد دعمنا المطلق للجهود التي يقودها الأردن من أجل وقف العدوان على غزة وضمان تدفق المساعدات الإنسانية بشكل فوري ودائم، ورفض أي محاولات لتجزئة القضية الفلسطينية أو الالتفاف على حق الشعب الفلسطيني المشروع في تقرير مصيره.
إننا نثمّن عالياً شجاعة جلالة الملك في مخاطبة العالم بلغة الحق والعدل، واضعًا المجتمع الدولي أمام مسؤولياته التاريخية والأخلاقية والقانونية، ومذكّرًا بأن لا أمن ولا استقرار ولا مستقبل آمن لشعوب المنطقة دون حل عادل وشامل على أساس حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية.
كما يثمن ديوان أبناء الكرك الدور المتنامي الذي يضطلع به ولي العهد سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، والذي يشكل امتدادًا حيًا لنهج القيادة الهاشمية في نصرة الحق والدفاع عن القضايا العادلة. لقد حمل سموه رسالة الشباب الأردني إلى العالم، مؤكدًا أن الأردن يقف بجميع أجياله صفًا واحدًا خلف جلالة الملك في الدفاع عن فلسطين، وحماية المقدسات، وتعزيز مكانة الأردن الإقليمية والدولية. إن وجود سموه إلى جانب جلالته في المحافل الدولية يعكس صورة الأردن الموحد المتجدد، ويمنح أبناء الوطن مزيدًا من الثقة بمستقبل راسخ على مبادئ العدالة والكرامة.
لقد كان خطاب جلالة الملك في الأمم المتحدة بمثابة رسالة إنذار للعالم من جهة، ورسالة أمل للشعوب المقهورة من جهة أخرى، بأن صوت الحق لا يضعف مهما اشتدت الضغوط، وأن الأردن بقيادته الهاشمية سيظل الحارس الأمين للقدس والمقدسات، والسند الصادق للشعب الفلسطيني حتى ينال حريته وحقوقه كاملة غير منقوصة.
إن أبناء الأردن كافة، حملوا عبر التاريخ رايات العز والفداء في الدفاع عن الأردن وفلسطين، يقفون اليوم صفًا واحدًا خلف العرش الهاشمي المفدى، مؤكدين التفافهم حول قيادتهم الحكيمة، وإيمانهم الراسخ بأن كلمة الأردن في المحافل الدولية ستبقى صوت الحق والعدل والكرامة.