رم - عقدت لجنة التوجيه الوطني والإعلام النيابية، برئاسة النائب الدكتور فراس القبلان، اجتماعاً خُصص لمناقشة التحديات التي تواجه نقابة الفنانين الأردنيين وسبل النهوض بالدراما الوطنية، بحضور نقيب الفنانين المخرج محمد يوسف العبادي وأعضاء النقابة.
وأكد القبلان أن الفن الأردني والدراما الوطنية يمثلان واجهة حضارية للأردن ورسالة ثقافية مهمة تعكس هويتنا وقيمنا، مشدداً على أن دعم النقابة والفنانين مسؤولية وطنية تتطلب تكاتف الجهود الرسمية والبرلمانية.
وقال إن الفنان الأردني يشكل قيمة مضافة للهوية الوطنية وللمشهد الثقافي العام، مشددًا على ضرورة تذليل المعيقات التي تحول دون قيام النقابة بمهامها وتعزيز الشراكة بينها وبين المؤسسات الرسمية.
واكد القبلان على ضرورة تقديم سبل الدعم والرعاية للفنان الأردني، قائلاً ان دورنا النيابي أن نكون عونًا للنقابة في مواجهة التحديات، وإيصال صوتها إلى الجهات المعنية من اجل إعادة الألق للثقافة والفن والدراما الأردنية التي حققت نجاحات هائلة على مستوى المنطقة العربية.
من جهتها اكدت مساعدة رئيس مجلس النواب الدكتورة هدى نفاع، أن الفن الأردني ليس ترفًا بل هو ركيزة أساسية لنقل الحضارة وصناعة التاريخ، وحافظ للموروث الوطني بكل أركانه.
من جانبه دعا رئيس لجنة التربية والتعليم النيابية وعضو لجنة التوجيه الوطني والاعلام الدكتور محمد الرعود الى تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الفن لبناء جيل أكثر إدراكا لدور الثقافة والفنون في صياغة الهوية والتماسك الاجتماعي، مشدداً على أهمية تطوير المناهج الدراسية لتتضمن مضامين تعزز مكانة الفن وتشجع الطلبة على الانخراط في الأنشطة الثقافية والإبداعية، بما ينعكس إيجاباً على مستقبل الحركة الفنية في الأردن.
وقال عضو اللجنة المهندس جهاد عبوي ان نقابة الفنانين الأردنيين تعد من الهيئات المهمة في المشهد الثقافي الوطني كونها تعبر عن الهوية الوطنية الأردنية الامر الذي يتطلب معالجة جميع التحديات التي تواجها والمتمثلة بالتمويل واستدامة الصناديق (التقاعد، التامين الصحي) وضعف الإمكانيات وقلة الموارد والتشريعات ذات العلاقة والبنية التحتية والظروف السياسية الاقتصادية المحيطة في المنطقة.
وشدد عضو اللجنة الدكتور محمد السبايلة على ضرورة وجود وقفة جادة لدعم الحركة الفنية والدراما الأردنية التي تلعب دورا مهما في تجسيد الوحدة الوطنية والجبهة الداخلية في ظل الظروف الصعبة التي نمر بها.
فيما اشارت عضو اللجنة النائب نور أبو غوش الى أهمية الدراما الأردنية ودعمها من خلال تعديل نقابة الفنانين وتسليط الضوء على الدور الرقابي وايجاد صناديق لدعم الفنان الأردني.
وقال النواب: رند الخزوز وهالة الجراح والدكتورسليمان الخرابشة ان الفن رسالة خالدة تعبر عن حضارة الشعوب وثقافتها مشددين على ضرورة إعادة الألق للثقافة والفن، وإحياء الدراما الأردنية كرافعة حضارية.
وأشاروا الى ضرورة تقديم دعم مادي مباشر من خلال رفع موازنة وزارة الثقافة، وتخصيص بند مالي لدعم الفن، وإنشاء صندوق خاص لدعم الفنان الأردني.
وأضافوا أن المشروع الوطني الأردني لا يمكن أن يكتمل إلا إذا كانت الثقافة والفن في صلبه، باعتبارهما أساس بناء الوعي وترسيخ الهوية الوطنية.
من جانبه عرض نقيب الفنانين محمد يوسف العبادي واقع النقابة والتحديات التي تواجهها، مؤكداً أهمية الدراما وتأثيرها في الوعي الجمعي وتأثيرها في الذائقة الأردنية العامة وترجمة خطاب الدولة.
واشار الى ان ما يجري من شح للأعمال الدرامية، هو ظلم للدراما الأردنية وهي مشكلة قديمة تتجدد، مؤكداً ان النقابة تدق ناقوس الخطر لما يعيشه الفنانون من ظروف اقتصادية صعبة تهدد مستقبلهم.
ودعا العبادي الى ضرورة وجود قرار سياسي لدعم المشروع الثقافي والفني ويعيد الدراما الأردنية إلى الشاشة الوطنية، ويفتح المجال أمام إنتاج أعمال جديدة توثق تاريخ الأردن وتعكس هموم الأردنيين.
بدورهم، أكد أعضاء النقابة أن جلالة الملك عبد الله الثاني مؤمن بأهمية الفن والثقافة ودورهما في ترسيخ الهوية الوطنية ودعم الإبداع، غير أن المشكلة تكمن في ضعف إدارة الفعل الثقافي وسوء التخطيط الذي أعاق النهوض بالدراما الأردنية.
وشددوا على أن المسؤول الأردني يجب أن يكون واعياً لأهمية الثقافة والفن والدراما في بناء الإنسان وبناء الدول، داعين الحكومة إلى قيادة مشروع وطني شامل للثقافة والفنون، يضع الدراما الأردنية في مكانتها الطبيعية كرافعة للهوية ورسالة حضارية للأردن.
وأكدوا أن غياب هذا الوعي لدى بعض المسؤولين ساهم في تراجع المشهد الفني والثقافي، مطالبين بقرارات جادة تعكس إيمان الدولة بدور الفن في التنمية وبناء المجتمعات.
وطالبوا بضرورة تمكين النقابة، ومنح الفن مكانته الحقيقية في السياسات العامة، بوصفه أداةً للتنمية والتأثير المجتمعي.
كما استعرض رئيس وأعضاء النقابة "صرخة الفنانين"، وهي المبادرة التي أطلقها عدد من الفنانين الأردنيين تحت هذا العنوان للتعبير عن أزمتهم العميقة وقد جاءت هذه الصرخة بهدف إنقاذ أوضاع الفنان الأردني والدراما الوطنية، بعدما تفاقمت الأوضاع الاقتصادية وتراجعت فرص الإنتاج، ما دفع الفنانين إلى المطالبة بدعم حكومي مستدام يضمن استمرار أعمالهم ويحفظ كرامتهم.
وأوضحوا أن هذه الصرخة جاءت تعبيراً عن ألم حقيقي وقلق مشروع يعيشه المئات من الفنانين الذين لم يعد لهم مصدر رزق سوى الفن.
وفي ختام الاجتماع، أعلن رئيس وأعضاء اللجنة والنواب الحاضرون تبني جميع مطالب الفنانين، والاستجابة لـ"صرختهم"، مع التعهد بعقد اجتماع موسع يضم مختلف الجهات الرسمية ذات العلاقة، لمتابعة تنفيذ هذه المطالب.
وأكدت اللجنة أن النهوض بالدراما الأردنية والحركة الفنية هو ضرورة وطنية وثقافية تسهم في عكس صورة الأردن الحضارية ورسالة الدولة في المحيط العربي والدولي.
وكانت النقابة قد أعربت في مستهل الاجتماع عن شكرها وتقديرها لمجلس النواب ولجنة التوجيه الوطني والإعلام النيابية على اهتمامهم الكبير بملف النقابة والفنانين، وعلى تبنيهم لمطالبهم ومتابعتهم الحثيثة لقضاياهم.
وأكدت أن هذا التعاون يعكس إيمان السلطة التشريعية بدور الفن والثقافة في التنمية الوطنية، ويمنح الفنانين دفعة قوية لمواصلة رسالتهم الفنية والثقافية.