رم - بقلم: معالي الشيخ فيصل الحمود المالك الصباح
يطل علينا اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية كحدث خالد في ذاكرة الأمة العربية والإسلامية ليس بوصفه ذكرى سنوية عابرة بل باعتباره رمزًا لمعاني التوحيد والوحدة وتجسيداً لمسيرة بناء دولة عظيمة استطاعت أن تترجم التحديات إلى إنجازات والأحلام إلى واقعٍ مشرقٍ يعيشه شعبها العزيز.
إن هذا اليوم المبارك يعيدنا إلى سيرة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – الذي استطاع بحكمته وشجاعته وإيمانه العميق أن يوحد القلوب قبل أن يوحد الأرض ويضع الأساس لدولة راسخة الجذور متينة الأركان تقوم على الشريعة الغراء وتستمد قوتها من أصالة شعبها وتمسكه بقيمه ومبادئه.
والمتأمل في مسيرة المملكة يجد أن ذكرى التأسيس ليست مجرد ماضٍ نتذكره بل هي شعلة متجددة تلهم الأجيال وتدفعها نحو المستقبل فما تشهده المملكة اليوم من نهضة تنموية شاملة ورؤية طموحة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله – يعكس عمق الإيمان بقدرة الإنسان السعودي على صناعة المعجزات وتحويل الطموحات إلى منجزات واقعية يشهد لها العالم بأسره.
كما أن اليوم الوطني يمثل فرصة لاستحضار دور المملكة المحوري في محيطها الخليجي والعربي والإسلامي حيث كانت ولا تزال حائط الصد أمام التحديات وصوت الحكمة في أوقات الأزمات وراعية للتضامن العربي والإسلامي في أسمى معانيه وهذه المكانة لم تأتِ من فراغ وإنما من سياسة ثابتة ورؤية واضحة جعلت من السعودية ركيزة أساسية للأمن والاستقرار والتنمية.
وبوصفي ابناً للكويت الحبيبة لا يسعني في هذا المقام إلا أن أعبر عن اعتزازي العميق بما يربط بلدينا الشقيقين من وشائج القربى وأواصر الأخوة التي تتجلى في كل مناسبة وتزداد رسوخًا عبر السنين فالكويت والسعودية جسدان في روح واحدة يشتركان في المصير والمستقبل ويعكسان للعالم أجمع أرقى صور التلاحم بين الأشقاء.
إن اليوم الوطني السعودي ليس مجرد مناسبة وطنية بل هو ملحمة متجددة من القيم والوفاء والعطاء وهو دعوة للأجيال القادمة لتتمسك بالجذور وتتشبث بالمبادئ وفي الوقت ذاته تنفتح على آفاق الإبداع والتجديد بما يخدم الوطن والأمة.
وفي الختام ندعو الله أن يحفظ المملكة العربية السعودية وقيادتها الرشيدة وأن يبارك في شعبها الوفي وأن يديم عليها نعمة الأمن والازدهار لتظل منارة مضيئة وركيزة أساسية في حاضر الأمة ومستقبلها.