من تلال ذيبان إلى قمم الوطن ..


رم - المهندس محمد العمران الحواتمة يكتب ️


في لواء ذيبان بمحافظة مادبا ، حيث تتعانق التلال بخضرة الارض وتهمس الرياح بحكايات الزمن ، بدأت رحلة لم تعرف الاستسلام . من مدرسة الشقيق الثانوية للبنين ، الى مدرسة لب الثانوية ، ثم ابتعدت الرحله الى العاصمه عمان في الجامعة الأردنية وبالتحديد في كلية الزراعة تخصص الهندسة الزراعية، كانت البداية متواضعة ، لكنها حملت بذور الارادة والطموح ، وجعلت من كل تحد درس في الصبر والعزيمة .

ولن أنسى أبي ابو حازم وامي ام حازم ، دعاؤهما الذي كان الدرع الذي يحميني ، وحبهما القوة التي تدفعني للامام ، وبركتهما الريح التي ترفع أشرعتي حين تعصف العواصف ، فلا تهزني الطعنات ولا يثنيني الغدر .

بدأت حياتي العملية كعامل عتال في معصرة الزيتون على طريق مادبا ذيبان ، ارفع اكياس الزيتون كما يرفع الانسان احلامه ، ثم انتقلت الى شركة كوكاكولا لأرفع الصناديق ، وبعدها الى مصنع مليح الصافي لتقطيع الاقمشة . كل خطوة كانت درس في الصبر ، وكل تعب حجر اساس لمستقبل اكبر .

ثم جاء التحول الحقيقي ، اذ أصبحت مهندس موقع في مؤسسة الحق بمحافظة معان بمشروع الاعلاف الوطني ، ومن ثم عدت الى مدرسة الشقيق الثانوية للبنين كمعلم تعليم اضافي ، حيث كنت ازرع المعرفة كما زرعت في قلبي قيم الصبر والعمل الجاد ، لاعيد جزء من ما تلقيته من جذور الارض والمعلمين ، وأؤكد ان العطاء لا يتوقف عند الوظائف الرسمية ، بل يستمر في كل قلب يستحق التعلم والنجاح .

بعد ذلك انتقلت الى مهندس تنسيق مواقع في واحة ايلة بالعقبة ، احد اكبر المشاريع السياحيه في الاردن ، حيث كل مشروع كان تحد جديد يتطلب الارادة والابداع والدقة ، وكل انجاز كان ثمرة الصبر والاخلاص .

ومع مرور الوقت واصلت مسيرتي كـ مهندس موقع في الصندوق الهاشمي للتنمية البشرية بوادي الموجب ، وصولا الى وزارة الزراعة الأردنية ، حيث شملت مهامي مناطق واسعة: من العقبة الى مطار الملكة علياء ، ومن الكرك الى الحدود الاردنية ، حيث أواصل اليوم العمل والعطاء ، مدركاً ان النجاح الحقيقي ينبع من المثابرة والتقدير لكل من وقف الى جانبي في الطريق ، ومن كل موقف ابيض صنع فارق ، ومن كل تجربة صقلت الارادة .

تعلمت ان النكر والطعنات ، مهما كثرت ، لا تضعف الا من لا يعرف قيمة الشرف والوفاء ، وان كل سهم غادر يصقل الانسان ويزيده عظمة وصلابة . كل موقف نبيل وكل دعم صادق من اصحاب المواقف الذين لم يتركوني وحيدا في الصعاب يشكل حجر اساس في بناء شخصية قوية وملتزمة وكل عمل صادق يترك بصمة في الارض والزمن .

من عامل عتال في معصرة الزيتون الى مهندس في اكبر المشاريع الاردنية وصولا الى وزارة الزراعة، أصبح الطريق مليئاً بالمواقف والدروس ، التي علمتني ان كل خطوة صغيرة اليوم هي حجر اساس لمجد الغد وان الصبر والاخلاص والوفاء والمواقف البيضاء هي اعظم اسلحة الانسان في مواجهة الطعنات والنكران .

انها قصة عن الارادة و عن العروبة، و عن الرجولة وعن الانسان الذي يعرف معنى الكرامة، ويصنع المجد بافعاله قبل القاب، ويترك اثر خالد في كل قلب يستحق ان يذكر .

وفي هذه الرحلة التي امتدت من تلال لواء ذيبان الى حدود الاردن الشامخة ، ومن واحات العقبة الى وادي الموجب ومطار الملكة علياء ، ومن الكرك الى كل شبر من ارض الوطن ، تعلمت ان المجد لا يصنع الا بالعزم والعمل والاخلاص وان الارض التي نحملها في قلوبنا ليست مجرد تراب بل تاريخ واجداد وعز اصيل .

ان كل خطوة خطوتها في حياتي وكل موقف ابيض وكل تحد صمدت امامه، يقودني اليوم الى الاعتزاز بوطني الغالي الاردن العظيم تحت القيادة الهاشمية الحكيمة، التي علمتنا ان الصبر قوة والوحدة كرامة والوفاء رسالة .

وفي ظل راية الهاشميين المفدى يبقى الاردن شامخاً وارضه شامخة وشعبه الاب رمز للكرامة والولاء، يزرع الخير، ويصنع المجد، ويكتب التاريخ بحروف من نور لكل من حمل في قلبه حب الوطن وعزم الابداع .

عاش الاردن ، عاش الاردن الهاشمي ، شامخاً وعظيم الى الابد .



عدد المشاهدات : (796)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :