رم - تحت رعاية سمو الأميرة دانا فراس، اختُتمت في جامعة الشرق الأوسط فعاليات مؤتمر الشباب المحلي للتغير المناخي LCOY JORDAN 2025، وذلك بالتعاون مع عدد من مؤسسات المجتمع المدني، وقد حظي المؤتمر بمشاركة واسعة تجاوزت 3 آلاف شاب وشابة من مختلف محافظات المملكة، إلى جانب نخبة من خبراء البيئة والمناخ، وعدد من الوزراء والنواب والأعيان وصنّاع القرار.
وتُعد جامعة الشرق الأوسط أول جامعة أردنية تستضيف هذا الحدث العالمي على مستواه المحلي، انسجامًا مع رؤيتها في دعم وتمكين الشباب، وإتاحة المجال أمامهم لمحاكاة المؤتمرات الدولية واكتساب خبرات عملية نوعية.
ويهدف هذا المؤتمر، الذي قاده الشباب وشارك فيه المهتمون والناشطون وصناع القرار في العمل المناخي، إلى رفع الوعي البيئي وتسليط الضوء على المبادرات والمشاريع الشبابية الريادية في مواجهة آثار التغير المناخي، من خلال المنطقة الخضراء التي خُصصت للتعلم وتبادل المعرفة والخبرات، والمنطقة الزرقاء التي خُصصت لمناقشة السياسات وصياغة التوصيات التي ستُنقل لاحقًا إلى مؤتمر الأطراف (COP) على المستوى الدولي، الأمر الذي يعزز حضور صوت الشباب الأردني في صياغة القرارات المناخية العالمية، ويمنحهم دورًا مؤثرًا في مسار العدالة المناخية والتنمية المستدامة
وفي كلمتها، أكدت سمو الأميرة دانا فراس أن التغير المناخي لم يعد تهديدًا للموارد الطبيعية فقط، بل بات خطرًا مباشرًا على الهوية والثقافة والتراث، مشددة على أن إدماج البعد الثقافي في السياسات المناخية يمنحها روحًا إنسانية جامعة. كما شددت على أن الشباب هم "النبض والقوة والإبداع القادر على تحويل الطموحات المناخية إلى واقع ملموس".
من جانبه، أوضح الأستاذ الدكتور أحمد اللوزي، نائب رئيسة الجامعة ومدير مكتب التنمية المستدامة، أن استضافة المؤتمر تنسجم مع رسالة الجامعة في تعزيز الابتكار وإشراك الشباب في صياغة الحلول ومواجهة التحديات. وبيّن أن التغير المناخي قضية إنسانية تمس التنمية والأمن الغذائي وصحة المجتمعات واقتصاد الدول.
بدوره أكد النائب حمزة الحوامدة، رئيس لجنة البيئة والمناخ أن الشباب في الأردن هم القوة الدافعة نحو التنمية المستدامة للأردن. مشيراً ان مؤتمر الشباب المحلي للتغير المناخي (LCOY) ، الذي يقوده الشباب من جميع أنحاء المملكة، مثالاً على كيفية مساهمتهم في تطوير حلول مستدامة لتغير المناخ، مؤكداً على أهمية هذا المؤتمر وتوصياته، في رسم السياسات العامة في هذا الملف.
كما أكد أمين عام وزارة البيئة، عمر عربيات، أن مؤتمر LCOY 2025 يمثّل منصة وطنية لإبراز دور الشباب الأردني الذي أظهر إبداعًا في مجالات الزراعة الذكية والطاقة النظيفة وحلول المياه، ما يجعله شريكًا أساسيًا في صياغة السياسات والمشاركة في المحافل الدولية.
وفي السياق ذاته، شددت السيدة رنا الزعبي، المديرة الوطنية لجمعية قرى الأطفال SOS، على أن الأطفال والشباب هم الأكثر تأثرًا بأزمة المناخ، وهم في الوقت ذاته الأكثر قدرة على ابتكار الحلول، الأمر الذي يستوجب دعمهم وتمكينهم.
أما رئيسة جمعية أرض السنديان للتنمية البيئية، أمل غوانمة، فأشارت إلى أن المؤتمر لم يكن مجرد منصة شبابية، بل شكل تجسيدًا للرؤى الملكية في ترسيخ الشراكة بين القطاعين العام والخاص ومؤسسات المجتمع المدني.
وتضمنت فعاليات المؤتمر، الذي أقيم على مدار يومين، منطقة زرقاء خصصت لمناقشة السياسات المناخية في أربعة محاور رئيسية: الطاقة، المياه، الزراعة، والصناعة، حيث شارك الشباب وصناع القرار في حوار عميق لتقديم توصيات قابلة للتطبيق على المستوى الوطني والدولي. كما شملت المنطقة الخضراء التي وفرت بيئة للتعلم واكتساب المعرفة من خلال أكثر من 18 ورشة عمل متنوعة، تناولت موضوعات العدالة المناخية، الصحة النفسية وتغير المناخ، الشمولية في العمل المناخي، الزراعة الذكية مناخيًا، الثقافة والفن من أجل المناخ، وتجارب الشباب الريادية في مواجهة التغير المناخي
وقد حظي المؤتمر بإشادة واسعة من الشباب والخبراء والجهات الرسمية والخاصة، نظرًا لنجاحه في طرح قضايا مناخية جوهرية بأسلوب تفاعلي عزّز مشاركة الشباب في صياغة السياسات الوطنية، في مرحلة يعتبر فيها الأردن أحوج ما يكون لابتكاراتهم من أجل تنمية مستدامة تضمن الأمن والاستقرار والسيادة الوطنية تحت ظل القيادة الهاشمية.