السنيد يكتب: لو امتلك العرب قرار الحرب والسلم


رم -

كتب علي السنيد

ربما لا تدرك دولة الاحتلال الاسرائيلي في ظل نشوة القوة التي تجاهر بها اليوم ان الشعوب العربية لو ترك لها الخيار في الصراع الدائر على فلسطين لكانت داست اسرائيل باقدامها، ولتحرك الطوفان البشري العربي الاسلامي الى فلسطين من كل حدب وصوب ، ولكانت الارض المقدسة مقبرة حتمية للمحتلين ، وهي التي تملك كل هذه المكانة الدينية، والتاريخية لدى العرب، والمسلمين على مر الزمان.


ولو انفلتت الشعوب العربية من عقالها لما كفى كل نووي اسرائيل، وطائراتها، ومسيراتها لتأمين حياة الاسرائيلين في الدنيا طرفة عين.
ولو ترك الخيار للشعوب العربية لما وسعت نتنياهو وقطعان المستوطنين الارض بما رحبت، ولشهدت الحدود والمطارات اكبر عملية هروب في التاريخ.
ولكانت كل اسلحتهم، وكافة الدول الغربية الراعية لهم، والتي تساندهم على الباطل تعجز عن ان تقدم اي قدر من الحماية تؤمن لهم البقاء في الحياة.
وللاقوا مصيرهم بالموت المحتوم ، وما كانوا ليفرضوا سلاح الجوع، والابادة على الاطفال والنساء والشيوخ، والمدنيين العزل في فلسطين .
ولو كان الخيار للشعوب العربية لما اغارت الطائرات الاسرائيلية على لبنان وسوريا واليمن وايران وقطر تحت نشوة القوة، وهم الذين قال عنهم القران الكريم "وضربت عليهم الذلة والمسكنة".
ولوجد الاسرائيليون الاوغاد في العرب والمسلمين قوة وعزيمة وكرامة وكبرياء لا تقل عن باقي شعوب الارض الحرة التي قاتلت عبر التاريخ لتحرير اراضيها المحتلة ، واعتبرت مقاومة الاجنبي والدخيل شرفا وطنيا ، واعلنت يوم الجلاء عيدا وطنيا تتربى على وحيه الاجيال.
ولو ملك العرب خيار الحرب والسلم لما وسعت الاسرائليين الارض من الخوف والمسكنة ، ولتحولت الدنيا الى جحيم عليهم.
ولما صالوا وجالوا في الاقليم الذي فقد ارادته، ولاصبح نداء الجهاد، والشهادة العنوان الابرز في المنطقة العربية.
وحسب هذه الدولة المارقة انها رغم ما تمتعت به من دعم امريكي وغربي غير مسبوق، ومن فتح لمخازن السلاح الغربية لها وامدادها بعوامل القوة، ورغم كل ستار الحماية المضروب حولها الا انها لم تذق طعم الامان يوما ، وظل الجزء الفاعل من الامة العربية والاسلامية الذي هو بحجم فصيل جهادي يقاتل جيشها المدجج بالسلاح لسنوات، ويستنزفها ، ويفرض على اجيالها لباس الخوف، والرعب، ويمرغ انفها في التراب في احداث امنية فاجأت العالم.
والمقاومة الفلسطينية لم تستسلم طرفة عين، ولم تسقط الراية من يدها على مدار قرن من الزمان الدامي، وظلت تقاتل العدو رغم كل حماته في النظام الدولي، والظالمين المساندين له في العالم الغربي، وسيكتب لها النصر في نهاية المطاف.
ولان في حكم التاريخ ان لا بقاء لمستعمر فهذه الدولة المارقة ستبقى متأرجحة في الحياة ، وعندما تزول الظروف الاصطناعية التي اوجدتها ستزول نهائيا.
وربما ان دولة الاحتلال الاسرائيلي نسيت المعادلة التي امنت وجودها في المنطقة، واخذت تتجاوز على الانظمة العربية الملتزمة بالنظام الدولي على غير رغبة من شعوبها.
وقد لا يعلم النظام الدولي ان خزاناً من الثارات بات يغلي في كيان الامة العربية ، وان بعض الاعمال البطولية التي تقع ما هي الا شذرات، ومؤشرات اولية على ما يعتمل في نفوس العرب.
والامة العربية تستمد جزءا كبيرا من ثقافتها من عالم المثل ، والقيم، والمبادئ التي يمثلها الاسلام في حياتها .
ورمزية العطاء ، والتضحيات تترسخ في وجدانها العام تبعا لعقيدتها التي تولد فيها التصور المبدأي والاخلاقي للحياة.
وهي امة ليست مستعبدة او ذليلة ، وانما تقدم الموت على الحياة في سبيل الاهداف العظيمة التي تسيرها في الحياة.
وعلى العالم ان يدرك ان السلوك العربي الراهن ازاء اسرائيل محكوم بارادة الانظمة العربية الملتزمة بمتطلبات النظام الدولي، وتفرعاته من القوانين الدولية، وشرعة الامم المتحدة التي تضرب بها امريكا عرض الحائط.
وحبذا لو هددت الانظمة العربية في قمتها الاخيرة باحتمالية انفلات الشعوب العربية اذا تواصل السلوك الاجرامي الاسرائيلي، واخذ حقها بيدها، ولكان الرد الاكبر على حكام اسرائيل، ولو قال الرسميون العرب بلسان واحد اذا لم توف اسرائيل الدولة المارقة بالتزاماتها الدولية فنحن في حل من هذه الالتزامات ، وعلى الشعوب ان تقرر مصيرها، ولكانوا اخلوا مسؤوليتهم التاريخية.
وستظل فلسطين ايقونة في التاريخ، ومعلماً في الحرية، والكبرياء، والكرامة الوطنية.
وستظل اصداء جراحها ، وتضحياتها ، ومقاومتها الوطنية الباسلة تضرب عميقا في الانسانية.
وحسب الشعب الفلسطيني البطل انه اشتق وطنيته من دماء الشهداء، وان فلسطين كرستها الاحداث الجسام ايقونة في المجد والحرية.




عدد المشاهدات : (4217)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :