رم - د. مفضي المومني.
بداية نبارك للرئيسان الجديدان ونرجو لهما النجاح والسداد وتحقيق التطور لجامعتي اليرموك والطفيلة… مثلما نتمنى لكل جامعاتنا الوطنية.
ورغم كل ما دار حول الاختيارات وما رافقها من اشاعات… وتدخلات… وخوف من تعيينات الغفلة… والواسطة والمحسوبية…والضغوطات.. وما تعودنا عليه فيما مضى… اعتقد أن الأختيار كان في محله… مع الاحترام لكل المتقدمين والمرشحين… فرئيس اليرموك الجديد هو خريجها… وشُهد له بالتميز… ومحسوب على جيل الشباب… ورئيس الطفيلة هو ايضاً اكاديمي معروف معتق.. وصاحب خبرة… وابن الجامعة... وهذه التعيينات دحضت اشاعات سمعناها...دست السم بالدسم… عن شخصيات حكومية او مدعومة من هنا وهناك… بكل الاحوال انفض سامر التعيين… وستنفض المباركات… لنواجه الحقائق:
اليرموك… جامعة الوطن الثانية.. ساهمت وتساهم في رفد البلد والاقليم بكفاءات اثبتت وجودها… وارث طويل من الاكاديميا والتميز… وخلال السنوات الاخيرة أخذ نجمها يتراجع… بداية من تراكم المديونية.. الى تغلغل الشللية في بعض مفاصلها.. والتزاحم على المناصب… وتقديم من لا يستحق على الكفاءات... ودخول بعض من لا يصلح اجتياز بوابتها… على رأي وزير سابق… وتميزت الفترة السابقة بتغيير متكرر للرؤساء… وفي آخر عهد، ظهرت للعيان صراعات واصطفافات… ونشر غسيل… وتجاذبات بين الإدارة وجمع من أعضاء الهيئة التدريسية… وكان كل ذلك مؤلما لنا بغض النظر (من منهم على حق ويمتلك الحقيقة..! )، في تاريخ جامعاتنا لم نسمع عن رئيس دخل في صراع استقواء مع أعضاء الهيئة التدريسية وحقوقهم واستمر…! فبعضهم تم اعفاءه… وبعضهم حمل اوراق الفساد الإداري والمالي وذهب مزهواً بالخيبة والفشل بعد أن حول جامعته إلى مزرعة تعيسة.. وبعضهم وبعضهم مازال يشاغب وينقد وينظر من جحر خلف شجرة شوك في باطن الوادي…ومين سمعك..! ،(وعلي رأي المثل؛ عناك وما أنا عندك..!) وهو غارق لأذنيه بالفشل…سابقاً ولاحقاً… ولو كان كما ينظر لما لاقى حتفه الإداري والمجتمعي.. فهل يتذكر رؤساء الجامعات أنهم أولاً وأخيراً أعضاء هيئة تدريس… ومطلوب منهم مساعدة جامعاتهم بكل مواردها البشرية والعلمية والمادية للنهوض…وأن لا يدخلوا بمرض الإستعلاء وشوفة الحال على زملائهم… وتحضرني قصة أنا شاهد عليها لزميل خريج السربون.. (حضر لمكتب دكتور يتسنم منصب إداري رفيع… فقال له أنت ناجح… (ليس من باب النفاق)… فرد المسؤول كيف عرفت.. ؟ فقال أنا اتردد على مكتبك.. والاحظ أنك تدير عمل وليس بشر… فمن يدير العمل ينجح… أما إذا اردت إدارة البشر ( أي السيطرة عليهم وجلبهم لشخصك) فهذه بدها نبي…!) .
من هنا هنالك رئيس جديد… يحمل أدوات النجاح… ولكن يحتاج لأسرة الجامعة أن تحملها معه… وأن يبتعد عن الإصطفافات وتقبل الضغوطات… وأن يحتكم لتعيين الكفاءات.. ويبعد المتسلقين… والمنافقين…من الصف العشرين… ولا ننسى المديونية التي تراوح بين 42 مليون كما صرح الرئيس السابق و 100 مليون كما يصرح أعضاء هيئة التدريس الحراكي… وهذه المديونية بحاجة لحل خارجي من الحكومة قبل الرئيس الجديد… فإذا لجأ لنظرية (حصان البخيل الذي مات بعد أن تعلم قلة الأكل..!) سيفشل لأنه سيدخل في صراع مع أعمدة الجامعة… وفوق كل هذا وبعد التقييم الذي أفضى لعدم التجديد لمن سبق… يجب أن يطال ذلك مجلس الأمناء لانه شريك بفقر التقييم… ولم يسجل إضافة تستحق استمراريته…!
اليرموك تسير بأثقالها وبرامجها وطلبتها… ومديونيتها… ولكن ليس بحرق المراحل وتدوير الرؤساء… يجب حل مشكلة المديونية بالشراكة مع الحكومة.. والجهات المبتعثة… وملايين عليها (على الدفتر)… رئيس الجامعة لوحده لن يصفق… وإلا بعد شهرين من الآن سنعود إلى حملة جديدة ضد الرئيس… وتستمر الحكاية… والجامعة تعاني… ولا تتطور… ومن لا يتطور.. ينقرض… هذه فرضية الطبيعة. .!.
جامعة الطفيلة… ما اعرفه انها تعاني ماديا ومديونيتها عالية… وعدد طلبتها محدود… وأنها لا تدفع مكافآت نهاية الخدمة منذ سنوات… وأن مكافآت التدريس الصيفي والاضافي عالقه منذ سنوات…والرواتب كشف حساب من البنوك… فمشكلتها الرئيسة مادية... وأيضا بحاجة لتدخل حكومي لحلها…إضافة الى تغيير مجلس الامناء كما ذكرت بالنسبة لليرموك…، وكجامعة زاخرة بالتخصصات وأعضاء هيئة التدريس الكفؤة… ومستمرة ولكن أيضا بحاجة للتطور… وأن لا يترك الرئيس لقدره…
طبعاً بعض من مشاكل اليرموك والطفيلة مكرر في الكثير من جامعاتنا… وأنادي بمؤتمر وطني لوضع خارطة طريق لحل مشاكل التعليم العالي والجامعات… واتمنى أن نصبح على يوم تكون مشكلتنا الوحيدة في شخص الرئيس فقط… وقتها مجلس التعليم العالي خبير في اجراء التغييرات… مع عدم ضمان الفشل… ولو بعد اشهر معدودات… ليكون شاهداً على التعيين والإقصاء.
حمى الله الاردن