شادي نبيل
في خطوة استراتيجية تهدف إلى إعادة رسم الخريطة الزمنية لحركة العاصمة، تتجه الأنظار نحو تفعيل نظام "الدوام المرن" كحل جذري لمعضلة الاختناقات المرورية التي تخنق شوارع عمّان صباحًا ومساءً. فمع تزامن ساعات بدء العمل والدراسة، تتحول طرقات المدينة إلى ما يشبه الشلل التام، مما يهدر وقت المواطنين ويزيد من تآكل البنية التحتية.
يكمن السبب الجوهري للأزمة في ساعة الذروة الموحدة في التزامن شبه الكامل بين أوقات دوام المدارس والجامعات مع انطلاق موظفي القطاعين العام والخاص إلى أعمالهم. هذا التوقيت الموحّد يحقن الشوارع الرئيسية والفرعية بعدد كبير من المركبات في فترة زمنية قصيرة، مما يؤدي إلى ازدحام مروري يستنزف طاقة المدينة .
واستنادًا إلى التعديلات الجديدة لهيئة الخدمة والإدارة العامة لعام 2025، يقوم نظام الدوام المرن على مبدأ بسيط وفعّال: توزيع الكثافة المرورية على مدار ساعات أطول بدلاً من حصرها في ساعة ذروة واحدة.
وتشمل آلية التنفيذ المقترحة تنسيقًا عالي المستوى بين وزارة التربية والتعليم، والجامعات، ومؤسسات القطاعين العام والخاص، بهدف مباعدة أوقات بدء وانتهاء الدوام. حيث سيُتاح للموظفين بدء يومهم في فترات زمنية مختلفة تمتد بين الساعة السابعة والتاسعة صباحًا، مما يكسر حدة موجة الازدحام الصباحية التقليدية.
ولدعم هذا التوجه، سيتم تشجيع المؤسسات على تبني أنماط عمل موازية كالعمل عن بُعد والدوام بنظام المناوبات، بالإضافة إلى إطلاق حملات توعوية لتعريف المواطنين بفوائد هذا النظام، الذي لا يقتصر على توفير وقت التنقل فحسب، بل يمتد لتحسين جودة الحياة بشكل عام.
إن النجاح في تطبيق هذا النظام لن يقتصر على تخفيف العبء عن شبكة الطرق، بل من المتوقع أن ينعكس إيجابًا على إنتاجية الموظفين بتقليل مستويات التوتر والإرهاق الناتجة عن الزحام اليومي.
وبهذا، لا يمثل الدوام المرن مجرد حل لمشكلة مرورية، بل هو خطوة رائدة نحو تحديث ثقافة العمل في الأردن، وقد تصبح عمّان من خلاله نموذجًا يُحتذى به لباقي المحافظات التي تواجه تحديات مماثلة. ويبقى الأداء الفعلي للنظام مرهونًا بمتابعة دقيقة لمؤشراته وتعديل الخطط بمرونة لضمان تحقيق الأهداف المرجوة.
لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
|
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |