العيسوي… وجه الديوان الإنساني وصوت الناس


رم -
بقلم ماجد ابورمان

قرأت ما كتبه أحد الأصدقاء على فيسبوك حول اعتراضه على ذهاب رئيس الديوان الملكي إلى الجاهات، وكأن هذه المشاركة تُنقص من هيبة الموقع أو تُسيء إلى البروتوكول. والحقيقة أن الاعتراض هنا ليس في مكانه؛ لأن الديوان الملكي لم يكن يومًا مؤسسة مغلقة تعيش خلف الجدران، بل كان ــ وما زال في عهد العيسوي ــ بيت الأردنيين جميعًا، وبوابة لا تعرف الغلق.

إن حضور رئيس الديوان لمثل هذه المناسبات الاجتماعية لا يضعف موقعه، بل يرسّخ جوهره، ويعيد الاعتبار لفلسفة القرب من الناس. فمنذ متى صار التواصل عيبًا؟ ومنذ متى اعتبرنا مشاركة أفراح الناس وأتراحهم منقصة في هيبة الدولة؟ إذا كانت بعض العقليات ما زالت تحنّ لزمن الأبواب الموصدة والبيروقراطيات الصمّاء، فإن ما يفعله العيسوي اليوم هو العكس تمامًا: فتح الباب على مصراعيه، وجعل الديوان حاضنًا لهموم الناس وقريبًا من وجدانهم.

وحتى إن كان قد ذهب إلى جاهة واحدة، فإن ما لا يُمكن إنكاره أنه قام بعشرات الجولات المهمة في مختلف المحافظات، يستمع خلالها لهموم المواطنين وطلباتهم بشكل مباشر، ويترجم موقعه إلى فعل ميداني لا إلى بروتوكول صامت. وهذه هي القيمة الحقيقية التي يجب أن تُحسب له لا أن تُهاجم.

إن الدفاع عن هذه الممارسة ليس دفاعًا عن شخص، بقدر ما هو دفاع عن فكرة: أن الدولة لا تترفع عن مجتمعها، وأن المسؤول الحقيقي لا يُقاس بمدى بعده عن الناس، بل بقدر حضوره بينهم.
#ماجدـابورمان



عدد المشاهدات : (4398)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :