عن اي اقليات يتحدثون


رم -

بلال حسن التل
بالرغم من ان مصطلح الاقليات غريب على ثقافتنا وبالتالي على سلوكنا، فنحن ابناء بلاد لا يسأل الجار جاره، ولا الصديق صديقه عن ثقافته او عرقه، وابناء بلاد يتجاور فيها المسجد مع الكننيسة، ولايعرف فيها الدرزي من غيره، ومع ذلك صار مصطلح الاقليات
من اكثر المصطلحات التي تطرق اسماعنا في هذه الايام ،حتى صار هذا المصطلح في الأسابيع الاخيرة أسطوانة مشروخة تعيد نفسها، من كثرة ما نسمعها ، فلا تكاد نشرة اخبارية وبكل اللغات تخلو من الحديث عن الاقليات في بلادنا ، كما أصبح هذا المصطلح لازمة ثابته في تصريحات الكثير من زعماء الدول الغربية ومعهم إسرائيل ، التي صارت تلبس ثوب حماية الاقليات في المنطقة، وتستعمل ذريعة حماية الاقليات لتحقيق اطماعها التوسعية، ومايجري في جنوب سوريا خير شاهد على استغلال اسرائيل لذريعة حماية الاقليات لاحتلال المزيد من الاراضي العربية.ومع ذلك لم نجد من ابناء امتنا من يتصدى لاكذوبة اضطهاد الاقليات في بلادنا،وتذكير العالم بان اتباع الدينات، وابناء العرقيات المختلفة لم يجدوا امانا الا في بلادنا، التي اسس فيها رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام،نهجا واضحا عندما أسس اول دولة إسلامية في المدينة المنورة ، عاش فيهاالناس سواسية في الحقوق والواجبات بصرف النظر عن دينهم او عرقهم، فقدكان اول مافعله عليه الصلاة والسلام هو وضعه لوثيقة المدينة التي نظمت العلاقة بين سكان الدولة الإسلامية الناشئة على اساس المواطنة، حيث يتساوى الناس بالحقوق والواجبات بصرف النظر عن دينهم او عرقهم او لونهم . حيث تعتبر وثيقة المدينة اول دستور في التاريخ يبنى على اساس المواطنة. التي كفلت للناس اول ماكفلت حرية الاعتقاد،وهي حرية الاعتقاد التي كفلها الله تعالى عندما قال في القرآن الكريم " إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" وفي القران ايصا "لا اكراه في الدين" وهذا حكم قاطع لايقبل نقاشا، لذلك كانت حماية أتباع الدينات الاخرى جزء من عقيدتنا وسلوكنا، لذلك كانت اول وصايا الخلفاء لجيوش الفتح، عدم التعرض لدور العبادة لغير المسلمين، وعدم اكراه احد على اعتناق الإسلام، وعدم اكراه احد على ترك داره او موطنه، وهي قواعد سار عليها خلفاء المسلمين جيلا بعد جيل، بل ان الخلفاء استوزروا وزراء مسيحيين ويهود، فظل في بلادنا مسيحيون ويهود وصابئة وغير ذلك من اصحاب العقائد، ولو كان في بلادنا اضطهاد لما كان فيها هذا التنوع العقدي، بل ان من كان يتعرض للاضهاد الديني في غير بلادنا كان يفر الينا طلبا للحماية، واوضح الامثله على هذه الحقيقة هي فرار يهود الاندلس من محاكم التفتيش الى بلادنا، التي حمتهم كما حمت كل أصحاب العقائد ، وعاملتهم على اساس مبدء المواطنة، فلا تفريق في بلادنا بين مسلم ومسيحي، وفي ذاكرتنا الوطنية ان مسلمين تبرعوا لبناء كنائس، ومسيحيين تبرعوا لبناء مساجد ، وفي بلادنا عاش وتصاهر العرب والكرد والقوقاز وصار بينهم نسبا ورحما، فعن اي اقليات تتحدثون، وعن اي اضطهاد تقولون



عدد المشاهدات : (4742)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :