الدكتور محمد بزبز الحياري
القادم اجمل ... أو اجمل الايام لم تأتي بعد....
عبارة قالها المناضل التركي الشاعر الكبير ناظم حكمت وهو بالسجن ....وفي هذا الصدد قال ايضا سعد الله ونوس: نحن محكومون بالامل، وقال الشعراوي : انظر يا أخي الى ما بقي لك من النعم، لا إلى ما فاتك.
هذه العبارات وغيرها الكثير ، هي عبارات تصلح لكل زمان ومكان ، تهدف للتمسك بالامل ، وتصويب أنظار الناس للمستقبل والتحفيز بعدم الركون للماضي والحاضر .
من ناحية ٱخرى فإن هذه العبارات أو الاقوال المأثورة تكون بسياقها الطبيعي، وتُحدِث الجدوى والاثر المطلوب، إذا صدرت عن شاعر أو مفكر أو داعية، ولا ضير عليهم بذلك ، لأنهم غير مكلفي بالمتابعة والتنفيذ....اما اذا قالها من ٱنيطت به إدارة الدفة والحكم، ويمتلك وسائل التنفيذ والقرار، فالناس تأخذها مأخذ الجد وتنتظر من بعد هذا الكلام شيئا سيحدث ووضعا سيتبدل...وتدخل في مرحلة عد الايام والساعات ، وهي تمني النفس بالتنعم بهذا الغد الاجمل الذي وعدهم به الربان، فالرائد ( والواعد) لا يكذب اهله ولا يوهمهم....لكن أما وقد بقيت الايام كما هي، والساعات كانت اكثر طولا ومللا وجفافا، وها قد وصلنا للقادم الذي قصده ،ولم يكن هناك فرقا يُذكَر كما وعدنا ،بل كانت هناك مديونية اكبر وفقر وبطالة أدقع بإنتظارنا ( الارقام تتكلم) ، هنا تأتي خيبة الامل والعبث بمشاعر الناس وآمالهم، .... حتى انه أفرغ هذه العبارات من مضامينها الوجدانية، وأصبحت ممجوجة، بل وأرضية خصبة للتندر والفكاهة بين الجمع لا أكثر .
ايها المسؤول ، كن حكيما وحصيفا بعباراتك ووعودك، لانك ان لم تنفذها !!! ستساهم من حيث تدري أو لا تدري ببث الاحباط والنقمة التي ستتشكل بناء على هذه الوعود الجوفاء، وتجعل من آمال الناس وتطلعاتها مجرد مسرحا للهزل والبلاغة الفجة...
نذكر أحدهم قال هذه العبارات وهو يعتلي صهوة الحكم، ولم ينفذ منها شيئا، اويُحدِث فرقا طيلة اربع سنوات ونصف... الان وبعد ان تَرَجَّل.... ما زال مصرا على ترديدها.... لكن هذه المرة بمكروفونات الجاهات والاعراس....وتردد الفرقة من بعده.....بالليل يا عيني بالليل
لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
|
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |