ندوة في "شومان" حول "المكتبة كمحرك للتغيير: مكتبات ذكية لمجتمع متغير"


رم - عقدت في عمان، اليوم الثلاثاء، أعمال ندوة المكتبة في دورتها الثامنة، والتي تنظمها مكتبة عبد الحميد شومان، بعنوان "المكتبة كمحرك للتغيير: مكتبات ذكية لمجتمع متغير"، بمشاركة مختصين محليين وعرب.
واستهلت الندوة بحوارية بعنوان "التكنولوجيا العميقة والمكتبات: فرص التحول، والتحديات، واستراتيجيات التكيف"، أدارتها الرئيسة التنفيذية للمؤسسة فالنتينا قسيسية، وشارك فيها رئيس مجلس إدارة شركة عبر الخليج لتقنية المعلومات الدكتور صالح بن سليمان الزهيمي، وأمين مكتبة دعم تعلم الطلبة في جامعة اوهايو الدكتور مايكل فليرل، وأستاذ مساعد في العلوم الإنسانية الرقمية ومعلومات المكتبات والارشيف الرقمي وتحليل اللغة الطبيعية في جامعة القاهرة الدكتور مؤمن النشرتي، وأمين مكتبة الخدمات المرجعية في جامعة كالغاري بول بيفال.
الرئيسة التنفيذية للمؤسسة فالنتينا قسيسية، قالت في بداية الحوارية، إن مؤسسة عبد الحميد شومان – الذراع الثقافي والاجتماعي للبنك العربي، دأبت منذ عام 2016، على تنظيم هذه الندوة سنويا لتكون مساحة للتفكير في مستقبل المكتبات، مشيرة إلى أنه في كل ندوة يتم طرح قضية جديدة تعكس التحديات التي نعيشها وتفتح أمامنا آفاقا للتغيير. وأضافت "اليوم، في النسخة الثامنة، نطرح سؤالا جوهريا بات في قلب النقاش العالمي: كيف يمكن للتكنولوجيا العميقة والذكاء الاصطناعي والروبوتات أن تعيد رسم صورة المكتبة؟ ليس فقط كمراكز لحفظ المعرفة، بل كمحركات للتغيير والابداع والابتكار في خدمة المجتمعات".

وأكدت أن العالم من حولنا يتحرك بسرعة، مبينة أن مكتبات في آسيا وأوروبا وأميركا تستقبل الزوار بروبوتات، وتستخدم أنظمة ذكية لتخصيص المعرفة. وفي منطقتنا العربية بدأت التجارب تظهر من سلطنة عمان إلى مكتبة محمد بن راشد في دبي، ما يثبت أن التحول ممكن، وأن المستقبل أقرب مما نتصور، مؤكدة أن "هذه ليست رفاهية، بل ضرورة. نحن بحاجة إلى هذه التقنيات لأنها تقرب المكتبة من المستفيد، وتسرع الوصول إلى المعرفة، وتحرر وقت العاملين للقيام بدورهم الحقيقي مثل ارشاد العقول وإلهام الأجيال".
وتضمنت الحوارية العديد من المحاور التي غطت موضوعات الفرص، والتحديات، واستراتيجيات التكيف مع التكنولوجيا، حيث تحدث المشاركون حول ما تعنيه عبارة "التكنولوجيا العميقة في المكتبات"، وهل هي مجرد نقلة تقنية، أم تحول في فلسفة عمل المكتبة ورسالتها المجتمعية ؟، مثلما تحدثوا عن الفرص التي تتيحها التكنولوجيا العميقة للمكتبات، وكيف يمكن للمكتبات أن تبني شراكات مع الجامعات أو مراكز الأبحاث لتعزيز استخدام التكنولوجيا الذكية، وكيف يمكن للمكتبات كذلك أن تتحول إلى مراكز للتعلم والتطوير التقني عبر استثمار هذه التقنيات.
كما تطرق المشاركون إلى كيفية مواجهة المكتبات تحديات موثوقية المعلومات والهلوسة في الذكاء الاصطناعي عند تقديم الخدمات المرجعية؟ وهل الاعتماد المفرط على الخوارزميات قد يقلل من دور أمناء المكتبات في تقييم المصادر؟، إضافة كيفية دخول المكتبات ذات الميزانيات المحدودة إلى مجال التكنولوجيا العميقة دون أن تغرق في تكاليف باهظة. كذلك إمكانية أن تتحول التحديات إلى فرص إذا تم التعامل معها بعقلية مختلفة.
وحول محور استراتيجيات التكيف، ناقش المشاركون كيف يمكن أن تعمل التكنولوجيا العميقة على تقريب المكتبة من المجتمع ، وكيفية إدماج موضوع التكنولوجيا العميقة في برامج علوم المكتبات والمعلومات الجامعية لإعداد أمناء مكتبات للمستقبل.
وحول محور رؤية مستقبلية للمكتبات الذكية، تطرق المشاركون إلى كيف يمكن للتقنيات الناشئة مثل إنترنت الأشياء أو الواقع المعزز أن تغير تجربة المستفيد داخل المكتبة، وإلى مستقبل التوازن بين الإنساني والآلي في المكتبات.
واشتمل برنامج الندوة على جلسات متخصصة واوراق عمل حول "التكنولوجيا العميقة في خدمة القراء الصغار والكبار: تجربة مركز الإيداع للثقافة والابتكار" قدمها الدكتور صالح الزهيمي، كذلك ورقة عمل حول "تمكين المعرفة بالذكاء الاصطناعي: المكتبات الأميركية كمراكز للخدمات والتعلم والتطوير التقني" قدمها الدكتور مايكل فليرل، الجلسة المتخصصة الثالثة تضمنت ورقة عمل قدمها الدكتور مؤمن النشرتي وجاءت بعنوان "المكتبة الذكية في عصر المعرفة الفورية: استراتيجيات البقاء والتأثير في بيئة رقمية متغيرة"، كما تضمنت الجلسة الرابعة ورقة عمل بعنوان "عقول تولد .. ولكن تخطئ: إطار محو الأمية في الذكاء الاصطناعي واستراتيجيات التعامل مع الهلاوس والتحيز" قدمها بول بيفال، أما الجلسة الخامسة والأخيرة فتضمنت ورقة عمل حول "المكتبة الذكية تبدأ هنا: أدوات الذكاء الاصطناعي لتحسين الخدمة وتوسيع الأثر"، قدمها المهندس أحمد إسلام.
وتأتي الندوة انطلاقا من إيمان مؤسّسة عبد الحميد شومان، لمواكبة التطورات التي تعزز دور المكتبة كمحرك للتغيير في المجتمعات. كما تضمنت الندوة هذا العام، إقامة معرض تقني اشتمل على أجهزة تعمل بالذكاء الاصطناعي وتستخدم في المكتبات.
يشار إلى أن مؤسسة عبد الحميد شومان ذراع البنك العربي للمسؤولية الثقافية والاجتماعية، بدأت في العام 2016 بعقد ندوة المكتبة سنويًا، وتستهدف العاملين والعاملات في المكتبات العامة، ومكتبات الأطفال، والمكتبات المدرسية، وأخصائيي المعلومات ضمن عنوان "المكتبة كمحرك للتغيير"، وتقوم خلالها باستضافة خبراء دوليين من مختلف دول العالم للتحدث عن أفضل الممارسات والنماذج الدولية الناجحة للمكتبات الحديثة، وتغيير المفاهيم حول الدور الذي تلعبه المكتبة في القرن الواحد والعشرين.
وتقدّم الندوة عبر استضافة الخبراء، العديد من العناوين التي من شأنها تكريس دور المكتبة كمحرك للتغيير، مثل: دور المكتبات في العصر الرقمي، ومكتبات المستقبل، ودور المكتبات في تغيير المجتمعات، ورسالة المكتبيين، وتشجيع القراءة في المجتمع، وتجربة المستفيد المستدامة، وأثر المعارض والفعاليات في تشجيع القراءة ومحو الأمية المعرفية في المكتبات الجامعية وغيرها.



عدد المشاهدات : (4393)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :