رم - بدأ المدرب الصربي دينيس كوريتش مهمته رسميًا مع النادي الفيصلي، لتدريب فريق الكرة خلفًا للمدرب جمال ابو عابد، وسط تفاؤل من الجماهير بقدرة المدرب على وضع لمساته على أداء الفريق خلال المرحلة المقبلة.
ويرى متابعون للشأن الكروي المحلي، خاصة من محبي النادي الفيصلي، أن المدرسة الصربية ربما تكون مجدية في وضع بصمة مميزة على أداء الفريق في المرحلة المقبلة، بانتظار تأكيد ذلك خلال منافسات الموسم الكروي الحالي.
وباشر كوريتش عمله رسميًا، بانتظار أن يقود اليوم أول مباراة له مع الفريق عندما يواجه الفيصلي فريق السرحان ضمن بطولة الدرع.
وقال متحدثون لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إن قرار الاستعانة بمدرب صربي يمثل رهاناً على مدرسة عُرفت بالانضباط التكتيكي والاهتمام بالجانب البدني، وهي عوامل قد تساعد الفيصلي على تجاوز بعض الإخفاقات التي رافقته في السنوات الأخيرة، غير أن التحدي الحقيقي، وفق تقديراتهم، يكمن في قدرة المدرب الجديد على فهم طبيعة البيئة الرياضية المحلية والتعامل مع عقلية اللاعب الأردني، بما يضمن استثمار طاقاته بأفضل صورة ممكنة.
وأكد نجم الفيصلي السابق جريس تادرس، أن المدرسة الصربية عُرفت تاريخياً بالصرامة التنظيمية والانضباط التكتيكي، إلى جانب تركيزها الكبير على الجانب البدني والقدرة على فرض هوية واضحة داخل الملعب، وهي عوامل يرى أنها قد تسهم في استعادة الفيصلي لتوازنه الفني وتعزيز قدرته على المنافسة.
وأشار إلى أن مثل هذه المدارس الكروية قادرة على إحداث نقلة نوعية إذا ما توفرت لها البيئة المناسبة والدعم الإداري الكافي، بما يضمن تطبيق أفكارها بصورة عملية داخل أرض الملعب.
وأضاف تادرس، أن نجاح التجربة لن يتحقق بمجرد التعاقد مع جهاز فني أجنبي، بل يتطلب انسجاماً سريعاً مع طبيعة المنافسات المحلية التي تختلف عن الدوريات الأوروبية من حيث المستوى الفني والضغوط الجماهيرية والإعلامية.
وشدد على أن تجاوز هذه التحديات يحتاج إلى مرونة فكرية من المدرب الجديد وقدرة على المواءمة بين خبرته السابقة وما يفرضه الواقع الأردني، مؤكداً أن هذه المرحلة تتطلب حواراً متواصلاً مع اللاعبين وصبراً من الجماهير والإدارة على حد سواء لضمان النتائج المرجوة.
بدوره قال الأستاذ محمد الفقهاء، وهو مشجع ومتابع للدوري الأردني لكرة القدم، إن التغيير الفني جاء في وقته، معتبراً أن المدرسة الكروية القادمة من أوروبا الشرقية أثبتت عبر التاريخ كفاءتها في صناعة مدربين قادرين على تطوير الأداء البدني والفني للفرق، لكنه أبدى تساؤلات حول مدى شهرة المدرب الجديد وحجم بصمته السابقة في بلاده، مشيراً إلى أن هذه الجزئية ما زالت غامضة.
وأكد، أن توقف البطولات حالياً يشكّل فرصة مثالية أمام الجهاز الفني لترتيب الأوراق وإعادة تقييم التشكيلة، خصوصاً أن الفيصلي يضم قاعدة من اللاعبين الذين يُعدون من الأفضل على الصعيد المحلي.
وأضاف الفقهاء، أن المهمة الرئيسية للمدرب تتمثل في رفع اللياقة البدنية، ومعالجة بعض الثغرات الفنية التي ظهرت مؤخراً، إلى جانب إجراء تقييم دقيق للمحترفين الأجانب، خاصة في خطي الوسط والهجوم، معتبرًا أن نجاح هذه الخطوات سيمهّد الطريق أمام الفيصلي للعودة إلى نسق تصاعدي يرضي طموحات جماهيره ويعيد للفريق صورته المنافسة.
من جانبه، اعتبر المحلل الكروي عبد الله دويري، أن تعاقد الفيصلي مع مدرب صربي ينسجم مع توجه أندية المقدمة في الدوري الأردني، مثل الوحدات والرمثا والحسين، التي اعتمدت على خبرات أجنبية وحققت من خلالها قفزات واضحة في المستوى التنافسي.
وقال، إن الفيصلي، رغم امتلاكه لاعبين بارزين وتعاقدات قوية، كان يفتقر إلى عامل الاستقرار الفني الذي يضمن استثمار هذه الإمكانات بصورة مثالية.
وأشار دويري إلى أن اللاعب الأردني يملك خصائص فنية ومزاجية خاصة، ما يتطلب من الجهاز الفني الأجنبي جهداً إضافياً لفهمها والتعامل معها بذكاء، مؤكداً أن شخصية البطل ما زالت حاضرة في الفريق وقريبة من منصات التتويج، مضيفاً أن إدارة النادي تراهن على خبرة المدرب دينيس في تعزيز الانضباط الفني والصلابة التكتيكية، مستفيدة من التعاقدات النوعية التي أنجزتها مؤخراً لدعم صفوف الفريق.
وأكد، أن الجماهير الفيصلاوية تنتظر أن تكون هذه الخطوة بمثابة انطلاقة لمرحلة جديدة، تعيد الفريق إلى موقعه الطبيعي في صدارة المنافسات المحلية وتمنحه حضوراً أقوى على الساحة القارية، بما ينسجم مع تاريخه العريق وإرثه البطولي.
وفي تعليقات لجماهير الفيصلي أدلوا بها عبر مواقع التواصل الإجتماعي، عبّروا عن تفاؤل مشوب بالحذر حيال المرحلة الجديدة، مؤكدين ثقتهم بقدرة الفريق على استعادة بريقه إذا ما توفرت مقومات الاستقرار والالتزام.
وأكد بعضهم، أن اسم الفيصلي يرتبط تاريخياً بالبطولات والإنجازات، وأن الجماهير لن ترضى بأقل من رؤية فريقها في موقعه المعتاد على منصات التتويج محلياً وفي حضور مشرف على المستوى القاري.
بترا