رم - روى شاهد عيان أمريكي فظائع ارتكبها أفراد أمن أمريكيون متعاقدون مع "مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية” التي تديرها الولايات المتحدة وإسرائيل، إلى جانب جنود الجيش الإسرائيلي، عبر استهداف الفلسطينيين عند نقاط توزيع مساعدات في غزة، وأنهم كلفوه بإزالة أشلاء في محيط أحد المراكز.
وأوضح الشاهد الذي استخدم اسم "مايك” حرصا على عدم الكشف عن هويته، لشبكة "سي بي إس نيوز” الأمريكية، الخميس، أنه تعاقد مع شركة لوجستية أمريكية لقيادة شاحنة مساعدات في إسرائيل، ثم بدأ العمل مع "مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية”.
وأشار مايك إلى أن الفلسطينيين يتجمعون قبل ساعات من فتح مراكز توزيع المساعدات، أملا في الحصول على مساعدات غذائية، وأنه "لم يرَ مثل هذا الحشد اليائس من قبل”.
وذكر أنه انتبه إلى استهداف المدنيين بعد يومين أو 3 أيام من بدء عمله.
ولفت إلى أن كلاً من الجيش الإسرائيلي ومتعاقدين أمنيين أمريكيين أطلقوا النار على فلسطينيين تجمعوا للحصول على المساعدات، وأنه وثّق تلك اللحظات سرا.
وذكرت شبكة "سي بي إس نيوز” أن مقاطع الفيديو التي صوّرها مايك سرا لاستهداف المدنيين لم تُظهر مطلقي النار، لكن جدول عمله وبيانات هاتفه المحمول أكدت التواريخ والأوقات التي ذكرها عن وجوده في غزة.
ولدى سؤال مايك عما إذا كان إطلاق النار المسجّل في الفيديو طلقات تحذيرية، أجاب: "لا، كان إطلاق نار عشوائي”.
وأوضح مايك أن أفراد أمن أمريكيين كانوا يتفاخرون بعدد الأشخاص الذين قتلوهم، وأنهم كلفوه بإزالة بقايا بشرية وحيوانية حول مركز توزيع مساعدات.
وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، بدأت تل أبيب منذ 27 مايو/ أيار الماضي تنفيذ خطة توزيع مساعدات عبر ما يعرف بـ”مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية”، وهي جهة مدعومة إسرائيليا وأمريكيا، لكنها مرفوضة من الأمم المتحدة.
وبحسب بيانات الأمم المتحدة، يُعتقد أن عددا كبيرا من الفلسطينيين قُتلوا برصاص الجيش الإسرائيلي والمتعاقدين العسكريين الأجانب في مراكز المساعدات أو بالقرب منها منذ أن بدأت ما تسمى "مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية” عملها.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، الخميس، ارتفاع إجمالي الضحايا من منتظري المساعدات الذين وصلوا المستشفيات إلى 2036 شهيدا وأكثر من 15064 إصابة.