عقد في جامعة الشرق الأوسط لقاء لمناقشة مستقبل التعليم الإعلامي في ظل الثورة الرقمية، بتنظيم من هيئة الاعتماد وضمان الجودة وبمشاركة عدد من الشخصيات الإعلامية والأكاديمية المميزة.

وأكدت الأميرة ريم العلي مؤسسة معهد الإعلام الأردني، أهمية أن يكون للإعلام دور حقيقي في عكس الواقع ومواجهة الأخبار المضللة التي تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مشددة على ضرورة مواكبة التطورات التكنولوجية الحديثة والريادة في استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.

مبينةً أن الصحافة ليست مجرد مهنة بل رسالة إنسانية تتطلب الشغف والالتزام، داعية إلى إكساب طلبة كليات الإعلام خبرات عملية ميدانية من خلال التدريب داخل المؤسسات الإعلامية، بما يهيئ جيلاً قادراً على الإبداع وإيصال الحقيقة للجمهور.

من جانبه، شدد وزير الاتصال الحكومي الدكتور محمد المومني على أن الثورة الرقمية أحدثت تحولات جذرية في بيئة الإعلام، حيث أصبحت الخوارزميات والذكاء الاصطناعي والتحقق الرقمي من المعلومات جزءا أساسياً من عمل الصحفي. وأوضح أن هذه التحولات تفرض على المؤسسات الأكاديمية تطوير مناهجها بما يربط المعرفة النظرية بالخبرة العملية، مؤكدا أن المهنية والأخلاقيات تبقى البوصلة الأهم للحفاظ على ثقة الجمهور وتعزيز التفاعل المجتمعي، وأن الجمع بين التعليم الأكاديمي والتدريب العملي هو الطريق الأمثل لإعداد إعلاميين قادرين على إنتاج محتوى موثوق.

وأشارت رئيسة جامعة الشرق الأوسط الدكتورة سلام محادين إلى أهمية دمج الذكاء الاصطناعي في التخصصات الأكاديمية وتطوير قدرات أعضاء هيئة التدريس بما يلبي متطلبات سوق العمل، فيما أوضح رئيس هيئة الاعتماد وضمان الجودة الدكتور ظافر الصرايرة أن 53% من برامج الإعلام تم تسكينها في الإطار الوطني للمؤهلات، وحصل عدد منها على اعتمادات وتصنيفات دولية متقدمة.

كما لفت أن الهيئة اتخذت سلسلة من الإجراءات لتطوير مخرجات التعليم الإعلامي، منها مراجعة الخطط الدراسية وفق معايير عالمية، وإقرار الإطار العام للشهادات المصغرة، واعتماد خبراء من سوق العمل في اللجان الأكاديمية، إضافة إلى وضع خطة تطويرية للسنوات المقبلة لتعزيز الجانب العملي وزيادة التنافس بين الجامعات.

بدوره، أكد نقيب الصحفيين الأردنيين طارق المومني أن العلاقة بين النقابة وكليات الإعلام تكاملية، تهدف إلى إعداد كوادر مؤهلة لسوق العمل، مشيراً إلى تحديات تتعلق بتضخم أعداد الخريجين والفجوة بين المخرجات والاحتياجات الفعلية.

وفي ختام اللقاء، فُتح باب النقاش حيث قدم الحضور مداخلات وملاحظات مهمة حول تطوير التعليم الإعلامي وسبل ربطه بالتحولات الرقمية ومتطلبات المهنة.