رم - التماسيح لا تخرج من المستنقع للتنزه
توقّف برهة..
خلع أقنعته الملوّثة..
ارتدى أقنعة جديدة..
استأنف مواعظه من جديد..
***
قلب ينبض كطائر حرّ في قفص
توقّفت أمام الباب..
توجّست خيفة..
أدرت المفتاح في الغال..
انبلج عن جدار صامت كالموت...
***
حياة تعدل جناح بعوضة
كان
يعيد ترتيب أولويّاته..
عندما انهارت فوق رأسه دفعة واحدة...
***
سموم منتهية الصلاحيّة
كان..
مواطنًا عاديًّا..
عندما وقف على سكة الحديد بوجه القطار السريع..
كان..
يقرأ الصحف المحلية..
ويستمع لأخبار الوطن من إذاعة الوطن...
***
أم الكبائر
بعد خريف العمر بقليل..
عاد من آخر غزواته..
كجيش قرر الانسحاب من القتال..
إلى أرض جرداء..
على وقع طبول مثقوبة..
وعزف نايات مشروخة..
رفع رايات النصر خفاقة..
***
صناعة وطنيّة تضاهي الأجنبية
كان..
على وشك الانهيار..
عندما فاجأته نوبة من عودة الروح..
كان..
يجلس على شيء مدبّب من صنع وطني...
***
الاستماع إلى صوت غير صوت الضمير
كان
موضوع خطبة الجمعة عن الزهد..
أدخلنا الخطيب في أجواء روحانية رحبة..
رقّت القلوب.. ودمعت العيون..
قرقرة أمعائي..
أفسدت عليّ تلك الروحانيّات...
***
علبة حليب
كان..
شاحب اللون، شارد الذهن، عندما قطع الشارع..
لم يلتفت يمينًا أو يسارًا..
ترك زوجة وثلاثة أطفال، أصغرهم ما زال رضيعًا...
***
في جيبي قائمة طويلة بالأمنيات
كان..
الرجل يدخن آخر سيجارة يملكها..
كانت..
القنبلة الموقوتة شديدة الانفجار...
***
وطن لا ينسى أحدا من أبنائه
انتظر حتى حلّ الظلام..
تسلل بهدوء نحو الحاوية..
نبشها بمهارة فائقة..
ملأ عبّه من خيراتها..
انطلق مهرولا نحو جرائه...
***
حكمة لا يدوس على ظلّها أحد
انحنى ريثما تمرّ العاصفة..
مرّت العاصفة..
ظلّ ظهره محنيًّا...
***
كاتب أردني