قصص قصيرة جدا: حسين جداونه


رم -
التماسيح لا تخرج من المستنقع للتنزه
توقّف برهة..
خلع أقنعته الملوّثة..
ارتدى أقنعة جديدة..
استأنف مواعظه من جديد..
***
قلب ينبض كطائر حرّ في قفص
توقّفت أمام الباب..
توجّست خيفة..
أدرت المفتاح في الغال..
انبلج عن جدار صامت كالموت...
***
حياة تعدل جناح بعوضة
كان
يعيد ترتيب أولويّاته..
عندما انهارت فوق رأسه دفعة واحدة...
***
سموم منتهية الصلاحيّة
كان..
مواطنًا عاديًّا..
عندما وقف على سكة الحديد بوجه القطار السريع..
كان..
يقرأ الصحف المحلية..
ويستمع لأخبار الوطن من إذاعة الوطن...
***
أم الكبائر
بعد خريف العمر بقليل..
عاد من آخر غزواته..
كجيش قرر الانسحاب من القتال..
إلى أرض جرداء..
على وقع طبول مثقوبة..
وعزف نايات مشروخة..
رفع رايات النصر خفاقة..
***
صناعة وطنيّة تضاهي الأجنبية
كان..
على وشك الانهيار..
عندما فاجأته نوبة من عودة الروح..
كان..
يجلس على شيء مدبّب من صنع وطني...
***
الاستماع إلى صوت غير صوت الضمير
كان
موضوع خطبة الجمعة عن الزهد..
أدخلنا الخطيب في أجواء روحانية رحبة..
رقّت القلوب.. ودمعت العيون..
قرقرة أمعائي..
أفسدت عليّ تلك الروحانيّات...
***
علبة حليب
كان..
شاحب اللون، شارد الذهن، عندما قطع الشارع..
لم يلتفت يمينًا أو يسارًا..
ترك زوجة وثلاثة أطفال، أصغرهم ما زال رضيعًا...
***
في جيبي قائمة طويلة بالأمنيات
كان..
الرجل يدخن آخر سيجارة يملكها..
كانت..
القنبلة الموقوتة شديدة الانفجار...
***
وطن لا ينسى أحدا من أبنائه
انتظر حتى حلّ الظلام..
تسلل بهدوء نحو الحاوية..
نبشها بمهارة فائقة..
ملأ عبّه من خيراتها..
انطلق مهرولا نحو جرائه...
***
حكمة لا يدوس على ظلّها أحد
انحنى ريثما تمرّ العاصفة..
مرّت العاصفة..
ظلّ ظهره محنيًّا...
***
كاتب أردني




عدد المشاهدات : (763)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :