رم - إنّ التصريحات الأخيرة لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو حول ما يُسمّى بـ "إسرائيل الكبرى" والتي تتضمن أطماعاً باحتلال أجزاء من أراضي المملكة الأردنية الهاشمية، تمثل استفزازاً سافراً وعدواناً لفظياً يمهّد لمحاولات عدوانية على سيادة الأردن ووحدة ترابه الوطني. إنها غطرسة استعمارية مرفوضة جملةً وتفصيلاً، وتجاهلٌ وقح للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن التي أكدت على احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها، ورفض الاستيلاء على أراضي الغير بالقوة، كما نص على ذلك ميثاق الأمم المتحدة وأحكامه الصريحة.
إن هذا التصريح البائس يكشف عن عقلية توسعية مهووسة وغطرسة غير مسبوقة، تتوهم أن بإمكانها إعادة رسم خرائط المنطقة بقرارات منفردة، متجاهلةً أن الأردن، قيادةً وحكومةً وشعباً، كان وسيبقى حصناً منيعاً أمام كل مؤامرة تستهدف أرضه أو هويته أو قراره السيادي. إننا في عشيرة العضيبات، من جرش ومن كل ربوع الوطن، نؤكد رفضنا المطلق والقاطع لهذه التصريحات العدوانية، ونعتبرها إعلاناً للنوايا يجب أن يُواجَه بموقف أردني شامل على المستويات كافة .إن الأردني لا يفرّط في ذرة تراب من أرضه، فتراب الأردن مقدس لدى الاردنيين يفدونه بارواحهم ودمائهم. نحن أبناء هذه الأرض التي سقيناها بالعرق والدم، وأقسمنا أن تبقى حرة عزيزة مصونة، لا تطأها قدم غازٍ ولا تمتد إليها يد طامع. حدود الأردن مرسومة في قلوبنا قبل أن تُرسم على الخرائط، وحمايتها شرفٌ لا يُساوم عليه أحد، ومن يظن أن الأردن لقمة سائغة، فليعلم أن وراء كل شبرٍ من أرضه رجالاً يذودون عنه حتى آخر نفس وآخر قطرة دم.
وعليه، فإننا ندعو العالم المتحضر لشجب مثل هذه التصريحات المتغطرسة التي تتنافى مع الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن، وندعوالحكومة إلى تعزيز الجبهة الداخلية سياسياً واقتصادياً وأمنياً، كما نهيب بالشعب الأردني الأصيل أن يقف صفاً واحداً خلف قيادته الهاشمية في موقف وطني جامع، لا مكان فيه للخلافات أو الانقسامات، في مواجهة أي مساس بأمن الأردن وحدوده وسيادته. ونشدد على ضرورة تفعيل الأدوات القانونية الدولية لمحاسبة كل من يهدد السلم الإقليمي أو يحاول النيل من سيادة دولتنا، وإرسال رسالة واضحة للعالم بأن الأردن لن يسمح بتمرير هذه الأوهام التوسعية.
عشيرة العضيبات، عنهم معالي الدكتور عاطف عضيبات