رم - تُسلَّط الأضواء على المنتخب الأردني، بوصفه أحدث المنضمين إلى نادي المنتخبات العربية المتأهلة إلى كأس العالم، فبعد 40 عامًا على المشاركة الأولى في التصفيات، تأهل "النشامى" مباشرة إلى المونديال الأمريكي صيف 2026، ليكون أول منتخب عربي آسيوي يضمن التأهل.
وتتطلع الجماهير الأردنية إلى مشاركة تتجاوز الدور الأول إلى الدور الـ32، معوّلة على زيادة عدد المنتخبات المتنافسة وتنوّع مستوياتها، وعلى عودة نظام "أفضل ثالث" في المجموعات الـ 12، إذ سيتأهل وفق النظام الجديد نحو ثلثي الفرق المتواجدة في مونديال أمريكا وكندا والمكسيك، والبالغ عددها 48.
ووفق المحلل والمؤرّخ الرياضي، أبو اليزيد غيث، فإن النظام الجديد وإن كان يرفع من "سقف الطموحات"، يشير في المقابل إلى أن "الغالبية الساحقة من منتخبات أوروبا وأمريكا الجنوبية وأمريكا الشمالية وأفريقيا هي أكثر قوة من المنتخب الأردني".
وحاليًّا يقع "النشامى" في المركز الرابع والستين في آخر تصنيف للمنتخبات صادر عن الفيفا، ويقول أبو اليزيد غيث في تصريح لـ"إرم نيوز"، إن أغلب المنتخبات المشاركة في المونديال، تسبق المنتخب الأردني في التصنيف "ما يصعّب المهمة عند إجراء القرعة".
وسيُسكّن المنتخب الأردني في المستوى الرابع ضمن القرعة التي ستُجرى في ديسمبر/ كانون الثاني المقبل، وهو ما يعني أن "النشامى" سيواجه منتخبين على الأقل من المنتخبان العريقة في البطولة، ويبقى الأمل في أن تخدمه قرعة المستوى الثالث بمنتخب قريب من تصنيفه.
تحديات
ويقول أبو اليزيد: إن هنالك عدة تحديات تفرضها المشاركة التاريخية المقبلة للمنتخب الأردني في أكبر محفل كروي، أولها أن الدوري المحلي ليس بتلك القوة، بحيث يصعب المراهنة على ما يفرزه من لاعبين، بدليل أن غالبية العناصر الرئيسة التي يعول عليها المدرب المغربي جمال السلامي هم من المحترفين في الخارج.
ويضيف أن هذا أوجد فارقاً كبيراً في المستوى بين الأساسيين والبدلاء، وهو فارق يكون ملموساً كلما غاب أحد العناصر الرئيسة، معتبراً أنه في حال وجود إصابات متوقعة أو إيقاف بعض اللاعبين، فإن تشكيلة "النشامى" ستتأثر بشكل واضح.
كما لا يُقلل أبو اليزيد غيث من عامل الطقس، مشيراً إلى حرارة الجو العالية في الدول المستضيفة، وبخاصة في الولايات المتحدة تفرض هي الأخرى واقعاً صعباً يحتاج المنتخب الأردني معه إلى دكة بدلاء قوية جداً أيضاً.
ويستدرك أن "ميّزة البطولات المجمّعة التي دائماً ما يستفيد منها النشامى، ربّما يحرم منها في هذه البطولة في حال اضطر منتخبنا للعب مبارياته الثلاث في ملاعب متباعدة؛ ما يتسبّب بإرهاق اللاعبين في مسألة التنقل".
وفي المقابل، يشدد على ضرورة أن يبذل القائمون على إدارة المنتخب الأردني، من إداريين وفنيين، أقصى طاقاتهم لإيجاد الحلول اللازمة لمواجهة تلك التحديات، إذا ما كان الهدف هو مشاركة تتخطى حاجز دور الـ 32.
ليس مستحيلاً
لكن الصحفي الرياضي، محمد جالودي، يعتقد أن هناك ما يبعث على التفاؤل في نتائج إيجابية للمنتخب الأردني في مشاركته التاريخية الأولى في أهم تجمّع كروي دولي، شرط أن تكون هناك "خطة إعداد متكاملة يجب أن يتم التحضير لها من الآن".
وفي تصريح لـ"إرم نيوز"، يرى محمد جالودي أن الاتحاد مطالب بسرعة العمل على استقطاب بعض اللاعبين الأردنيين الموجودين في أوروبا، والذين يلعبون ضمن بطولاتها، ليكونوا داعمين لجهود "النشامى"، إلى جانب موسى التعمري ويزن نعيمات وعلي علوان وأحمد العساف وغيرهم من النجوم المؤثرين.
ومنتخب "النشامى" الذي يضم في صفوفه نخبة من أفضل اللاعبين الأردنيين المحترفين، سيحاول أن يظهر بشكل لائق في أول ظهور رسمي له بالمونديال، لكن بالوقت ذاته مهمته لن تكون سهلة على الإطلاق، وفق الجالودي الذي يخشى من قرعة "صعبة وقوية" تحد من طموح المنتخب الأردني لتجاوز الدور الأول.