رم - قال غزيون ضمن الممر الطبي الإنساني لمرضى وجرحى قطاع غزة، إن الأردن شكل حالة نوعية في التعامل الإنساني مع الشعب الفلسطيني ووقوفه الدائم معه.
وأكدوا لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، "أن الأردن احتضننا وقدم لنا الكثير كما تؤكد جدة تيسير قائلة: انه فتى لم يتجاوز 16 عاما وغابت البسمة عن شفاهه لأعوام وظهرت عند نزوله من الحافلة على ارض المملكة ومدينة الحجاج تحديدا وهي مكان وصول مرضى ومصابين من مدينة غزة".
ولفتت إلى أن الوضع في غزة خارج عن المألوف حيث الطفولة تُدفن تحت الأنقاض، والمدارس تتحول بها إلى مأوى، والطفل يكبر بها على وقع القصف ومن وسط هذه المعاناة، وكان لا بد للنخوة أن تتكلم وأبى الأردن كعادته إلا أن يكون بجانب أشقائه يمد يد العون من غير أن يطلبوا ومن دون مقابل، لا بوعود، بل بالأفعال.
وأضافت أنه منذ أن سقط صاروخ على منزلهم وأدى الى استشهاد جميع أفراد عائلته وإصابة تيسير بحروق وكسور أبعدت عنه حلم استكمال حياته بشكل طبيعي الى ان فتح لنا الأردن أبواب مستشفياته بنخوته العربية الأصيلة التي تجذّرت منذ تأسيس المملكة على يد الهاشميين وهذا ليس بغريب عليهم، فقد وقفوا منذ الأزل الى جانبنا.
وبينت روان شمالات مرافقة شقيقها سراج ابن الـ6 سنوات، وهو مصاب بمرض سرطان الدم، أن فلسطين والأردن لم تكونا يوما إلا توأمين بنبض واحد، مثمنة الإجراءات الأردنية التي تقوم بها من أجل إعادة الأمل لأشقائه في مواجهة معاناة الشعب الفلسطيني وما وصل إليه من الجوع وتفشي الأمراض، لافتة الى ان الجهود الكبيرة التي يقوم بها الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني في الوقوف الى جانب مصابين ومرضى قطاع غزة أثبتت أن الأردن كان وما زال السند الحقيقي والبلسم الشافي لأبناء الشعب الفلسطيني.
وقال سمير عفيف الجراح المرافق لشقيقته سميرة، إنها مصابة بالمرض منذ 3 سنوات ولم يتم اكتشافه إلا في وقت متأخر، حيث بدأت رحلة العلاج من المستشفى الميداني الأردني الى أن تم تحويلنا الى المستشفيات الأردنية ضمن الممر الطبي الإنساني الذي أكرمنا به جلالة الملك عبدالله الثاني لاستئناف علاج شقيقتي بعد ان تقطعت بنا السبل ، فلا أدوية ولا طعام، ما زاد من تفاقم وضعها الصحي سوءا.
وقالت إسلام معمر والدة الطفل بلال ابو معانية "إنها انجبت طفلها وتبين وجود فتحة في القلب وضيق في الشريان الرئوي، وشعرت حينها أن جميع أبواب الأمل سدت في وجهي خصوصا مع عدم توفر الادوية والمستلزمات الطبية لعلاج حالة طفلي، وعشت بعدها حياة الأم التي تفقد ابنها أمامها ولا تستطيع ان تفعل له شيئا، حتى بدت الأخبار السارة تصلني عن طريق منظمة الصحة العالمية بتحويل ابني الى الصروح الطبية الاردنية المشهود لها بالكفاءة والسمعة الطبية العريقة.
وقدمت الشكر للاردن على وقوفه الدائم الى جانب فلسطين قائلة: "إن الأردن منا ونحن منه".
وبين عامر عبدالله جلدية، أن شمولنا بالممر الطبي الانساني ليس بغريب على المملكة الاردنية الهاشمية وشعبها بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني التي اثبتت للعالم ان الدول ليست بقدرتها العسكرية ولا المالية بل بشعورها الانساني مع اخوتهم، فمنذ اندلاع الحرب على قطاع غزة كان الاردن يستغل كل لحظة يعمل بها لتزويد الغزيين بالمساعدات الغذائية والادوية الطبية، سواء الجوية او البرية، متحملا المصاعب في سبيل التخفيف عن الشعب الفلسطيني وخصوصا غزة الذين باتوا لا يسمعون ولا يرون الا اسم الاردن على طرود المساعدات.
وبين أن رحلته العلاجية بدأت من مدينة غزة وانتهت بالأرض الاردنية متوجهين الى المستشفيات الاردنية للعلاج نتيجة إصابة ابنه بمقذوفات جيش الاحتلال أدت الى تعطل حركة ابنه، لافتا الى أن ما سمعه عن السمعة الطبية عن الاردن جدد لديه الأمل في شفاء ابنه.
وكانت القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، قامت يوم أمس بإجلاء الدفعة التاسعة من أطفال قطاع غزة، ضمن مبادرة "الممر الطبي الأردني" وضمت 15 مريضاً و43 مرافقاً من ذويهم، وسيتم نقل المرضى إلى المستشفيات الأردنية لتلقي العلاج، بالتنسيق مع وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية.
--(بترا)