رم - من هي المرأة التي لا تبتسم إلا بإذنٍ من الكرملين؟ ومن هي السيدة التي بقيت واقفة في زمنٍ أُطيح فيه برؤوس؟

إنها فالنتينا ماتفيينكو؛ المرأة الأقوى في روسيا، وربما الوحيدة التي تتحدث باسم السلطة دون أن ترتجف يدها.

في وقتٍ سقط فيه كبار المقربين من بوتين، اختفت فالنتينا عن الأضواء، لكنها لم تختفِ عن المشهد، واليوم تعود، وبقوة.

ظهورها المفاجئ في جنيف، على رأس وفد روسي تحت العقوبات، أشعل غضب العواصم الغربية، وأعاد إلى الواجهة اسمًا يصعب تجاوزه في معادلة القوة الروسية.

من نائبةٍ في الحقبة السوفيتية، إلى حاكمة لسانت بطرسبرغ، إلى رئيسة لمجلس الاتحاد الروسي منذ أكثر من عقد.. خطوتها لم تكن أيديولوجية، بل براغماتية خالصة .. "تخدم من يحكم، وتُطبل لمن يملك القرار".

من بوابة الولاء المطلق بنت ماتفيينكو إمبراطورية سياسية ومالية، لكنها تعرف جيدًا أن كل هذه القصور تنهار إن قرر "القيصر" غير ذلك.

وبينما يراها البعض رمزًا للفساد والمحسوبية، يراها آخرون تجسيدًا للدولة الروسية كما هي قوية، قاسية، ولا تحتمل الضعفاء.

اليوم، وبعد أن تجاوزت السبعين، لا تزال واقفة في قلب الدائرة المقربة من بوتين، تصفق له حين يتكلم، وتغيب حين يغضب.

فالنتينا ماتفيينكو.. تاريخ من البراغماتية، ووجهٌ لا يتغير مهما تغيرت روسيا.

عدد المشاهدات : (6251)