رم - أكد عدد من الإعلاميين والسياسيين أن حديث جلالة الملك عبدالله الثاني خلال لقائه بنخبة من الإعلاميين والكتّاب الصحفيين في قصر الحسينية شكّل محطة مهمة في توقيت دقيق، أعاد فيها جلالته التأكيد على ثوابت الدولة الأردنية، وفي مقدمتها وحدة الصف الوطني.
وأكدوا في حديثهم لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) اليوم أن الرسائل التي حملها اللقاء جاءت بمضامين سياسية وإعلامية عميقة، تعيد ضبط بوصلة الخطاب الوطني وتحصّن الجبهة الداخلية في ظل ظروف إقليمية معقدة.
اللواء الركن المتقاعد، العين ممدوح نباص، جدّد موقفه الثابت خلف جلالة الملك في دعوته الوطنية الصادقة إلى صون وحدة الصف الأردني، ورفض كل ما يُضعف الداخل، مشددًا على أن الأردنيين كما أرادهم الملك، صف واحد متماسك، لا يسمح باختراقه، ولا يرضى بالمساس بثوابته.
وقال إن الأردنيين أثبتوا في كل مفصل تاريخي أن وحدتهم هي مصدر قوتهم، وأن ما يجمعهم من ولاء للوطن واعتزاز بقيادتهم الهاشمية وهويتهم الوطنية الجامعة، أعمق من كل خلافات عابرة، مؤكدًا أن الرسالة والكرامة الأردنية محفوظة بتضحيات ودماء الشهداء، وأن المطلوب اليوم هو السمو فوق المهاترات، والالتفاف حول القيادة، دفاعًا عن الأردن ومنجزه واستقراره، لا سيما في ظل ما تشهده المنطقة من تحديات.
وأكدت أستاذة الإعلام في جامعة الشرق الأوسط، الدكتورة سبأ العدوان، أن اللقاء الملكي جاء في ظل التصعيد المتواصل في غزة والتحولات الإقليمية، ليحمل رسائل بالغة الأهمية، تعكس موقفًا ثابتًا تجاه القضية الفلسطينية، وترفض أي محاولات للضغط على الأردن لتغيير هذا الموقف.
وقالت العدوان إن على الإعلام الأردني ترسيخ الثوابت الوطنية، وتحليل الحدث، وتعزيز الروح الوطنية في مواجهة الضخ الإعلامي الممنهج.
واعتبر المستشار في استراتيجيات المستقبل، الدكتور ليث القهيوي، أن حديث جلالة الملك في هذا التوقيت يعكس إدراكًا عميقًا لطبيعة المرحلة، عبر دعوة واضحة لنبذ الاتهامات.
وأوضح أن حديث جلالته هو توجيه سيادي يرسم ملامح مرحلة تتطلب تماسكًا داخليًا ومنع كل أشكال الفوضى التي تتسلل من خلال المواقف الانفعالية.
وأضاف القهيوي أن وحدة الصف الأردني لم تكن يومًا ترفًا أو شعارًا، بل كانت دائمًا ضمانة أساسية لعبور الأزمات وصون الأمن الوطني.
وشدد الأمين العام لحزب النهج الجديد، الدكتور فوزان العبادي، على أن جلالة الملك وضع في حديثه أمام الإعلاميين تشخيصًا دقيقًا لحجم التحديات التي تستهدف الأردن، وأهمية التماسك الوطني في مواجهتها.
وقال إن جلالته أكد أن تمتين الجبهة الداخلية هو الوسيلة الأنجع لإحباط المخططات التي تستهدف أمن الأردن، خاصة تلك التي تُدار عبر بث بذور الفرقة.
وأضاف العبادي أن الوحدة الوطنية وتلاحم القيادة والشعب ظل دائمًا هوية هذا الوطن وسر صموده. وفي الشأن الفلسطيني، أشار إلى أن الأردن لم يكن يومًا بحاجة لإثبات صدقه في الدفاع عن غزة، فمواقفه متجذرة، وتحركاته بقيادة جلالة الملك في المحافل الدولية تعكس التزامًا أخلاقيًا وسياسيًا وإنسانيًا، يتجاوز الحسابات الضيقة أو الخطابات الشعبوية. مؤكدًا أن ما يقوم به الأردن دفاعًا عن الأطفال والنساء والشيوخ في غزة لا يُعد منّة، بل هو واجب وطني وقومي.
ورأت الكاتبة المهتمة بالشأن العام الأردني، الدكتورة أسيل الحنيطي، أن لقاء جلالة الملك مع الإعلاميين جاء ليضع النقاط على الحروف في لحظة سياسية وإعلامية معقدة، وأن دعوته إلى احترام الرأي الآخر ونبذ الإساءة تعبر عن موقف وطني مسؤول.
وأضافت الحنيطي أن جلالة الملك كان واضحًا في التأكيد على أن من يُنكر الموقف الأردني أو يُشكك في نواياه إنما يخدم أجندات تستهدف وحدة الصف، وأن حديثه جلالته يعد موقفًا صارمًا يجب أن يُترجم إلى ثقافة عامة.
وأكد المتحدثون أن الرسالة الجوهرية التي حملها اللقاء تتمثل في ضرورة تعزيز روح التماسك، وتفعيل الخطاب الوطني المسؤول، وتحصين الداخل من كل محاولات التشكيك أو الاختراق، مشيرين إلى أن وحدة الأردنيين هي الحصن الأقوى أمام أية تحديات، وأن الأردن، بقيادته وشعبه، سيبقى كما أراده جلالة الملك وطنًا لا يقبل الابتزاز، ولا يرضى المساس بكرامته أو مواقفه.
(بترا)