رم - ناقش مختصون وخبراء في القطاع الثقافي والدرامي والفني سبل الارتقاء بالدراما والمسرح الأردني، بما ينعكس على السردية التاريخية للهوية الأردنية، خلال إطلاق ورشات العمل لمشروع الدراما والمسرح في السردية الوطنية الأردنية بعنوان "الهاشميون وقضايا الأمة".
وأكدوا خلال ورشة العمل الأولى للمشروع التي رعاها مندوبا عن وزير الثقافة، الأمين العام للوزارة الدكتور نضال العياصرة، وأطلقتها الشركة "الأولى للإنتاج الثقافي والفني"، بالتعاون مع وزارة الثقافة وأمانة عمان الكبرى، بحضور رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء الأردنية (بترا) الزميل نبيل غيشان، وعدد من الإعلاميين والكتاب الصحفيين والفنانين واتحاد المنتجين الأردنيين، ضرورة توفير الدعم المالي اللازم لهذا القطاع واستغلال الطاقات الشبابية، وإيجاد رواية وطنية تحاكي تطلعات الدولة الأردنية في الماضي والحاضر والمستقبل.
وأشاروا إلى أهمية إيجاد شراكات فاعلة بين القطاعين العام والخاص، بما يخدم العمل الدرامي والمسرحي من خلال عمل تشاركي بين مؤسسات الدولة في مقدمتها وزارة الثقافة والدائرة الثقافية في أمانة عمان الكبرى ومؤسسة الإذاعة والتلفزيون والمكتبة الوطنية والمؤسسات ذات العلاقة في القطاعين.
وأكد العياصرة، ضرورة المشروع كمبادرة وطنية ثقافية تحمل محتوى قيمي وجمالي تترك اثر في المجتمع وتسهم في إثراء المشهد الثقافي الوطني، مثمنا دور القائمون على إطلاق المبادرة في إبراز الشواهد الحضارية على عمق تاريخ الأردن الحضاري والثقافي.
وبين أن "لدينا مؤسسات وهيئات وكتاب وفنانين ومبدعين وباحثين يعملون على مشاريع وطنية قوامها البحث العلمي والوثيقة والابتكار والإنجاز الذي يسهم في رفعة الوطن وتقدمه والارتقاء بخطابه الإبداعي والإنساني وتعزيز مكونات هويته وتدوين سرديته الوطنية".
من جانبه، قال وزير الأعلام الأسبق ورئيس مجلس إدارة صحيفة الرأي سميح المعايطة، إن المحور الأساسي في موضوع المسرح والدراما هو المضمون، بحيث يتم الخروج بمضمون وعمل قريب من المجتمع، وسردية ونص تصل للناس، وتعمل على جذب أكبر قدر ممكن من الجمهور.
وأكد، أهمية التمويل في عمليات إنتاج والخروج بمحتوى جيد يليق بثقافة المجتمع، موضحا أن الدولة الأردنية لديها تاريخ بالرغم من التحديات والعثرات التي واجهتها الدولة، لافتا إلى وجود توافق حول بناء السردية الأردنية من خلال وزارة الثقافة والمسرح والفن والغناء، مؤكدا أهمية هذه المشاريع في ترسيخ الهوية الأردنية.
بدوره، لفت رئيس مجلس إدارة مؤسسة التلفزيون الأردني، غيث الطراونة، إلى أن التلفزيون الأردني يعمل حاليا على خطة متكاملة أساسها الدراما، والدولة مؤمنة أن صناعة الرسائل الناعمة من خلال الدراما يخلق الوعي لدى الناس، وأن الأثر الدائم في وعي الناس تصنعه الدراما.
وأكد على وجود دعم حكومي لتطوير مؤسسة الاذاعة والتلفزيون وعودتها لما كانت عليه سابقا والدخول لكافة منازل الأردنيين، مشيرا الى وجوب تعزيز ثقافة (الريلز) والمقاطع القصيرة من الفيديوهات والعمل عليها.
وأشار إلى ان هنالك مشكلة في عملية الوصول للجمهور، وهو الأمر الذي يحتاج الى جهد كبير من خلال بناء النصوص القوية وأدوات التنفيذ الصحيحة والاستفادة من الخبرات الموجودة وعمليات التمويل، إضافة الى بناء شراكات فاعلة مع القطاع الخاص.
المدير التنفيذي للثقافة في أمانة عمان الكبرى الدكتور ثامر الشوبكي، أشاد بمشروع الدراما والمسرح في السردية الوطنية الأردنية (الهاشميون وقضايا الأمة)، والذي من شأنها تعزيز الهوية والسردية الوطنية، والتي ستتناول خلال فترات زمنية مهمة منذ عام 1916 ولغاية 2025.
وأكد دعم أمانة عمان لهذه المشاريع التي تهدف الى خلق الوعي المجتمعي لدى المواطنين من خلال الأعمال الدرامية والسينمائية، لافتا الى ضرورة الإسراع في إثبات السردية الأردنية، مؤكدا أن الدراما الأسرع في إيصال الفكرة وتثبيتها من النص.
وأشار الى أهمية الإسراع في ثبات السردية الأردنية من أعمال ونصوص درامية ومسرحية لتؤكد بأن هذه السيرة المشرفة للدولة الأردنية واضحة ليس فقط لدى النخب بل لدى أبناء وفئات المجتمع الأردني كافة.
بدوره، قال المدير العام السابق للمكتبة الوطنية الدكتور محمد يونس العبادي، إن لدى الأردن تاريخ دور عظيمان على جميع الأصعدة، إضافة إلى ولادته من رحم الثورة العربية الكبرى، مستعرضا العديد من المحطات التاريخية التي تعزز مكانة الاردن منذ نشأة الدولة والتي تعزز السردية الاردنية والهوية الاردنية.
بدوره اكد المدير العام لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأستاذ إبراهيم البواريد ان ما يجري اليوم من تطوير للدراما الأردنية سوف ينتج مخرجات قوية وسوف تساهم في عودة الألق اليها لان هذا الحراك الدائم مستمر وستكون له نتائج مستقبلا
وأشار إلى أهمية توفر عدة عناصر في تطوير الدراما ابرزها التمويل المالي والنص المهني الموهوب الإبداعي والمبتكر ونكران الذات جميعها اذا توفرت ستساهم في نجاحنا بلا شك .
من جانبه، أكد رئيس رابطة الكتاب الأردنيين موفق محادين، ضرورة إعادة بناءة السردية الوطنية الأردنية، ودعم القطاع الفني والمسرحي ماليا، واليوم أمامنا تحدى إيصال هذا الخطاب للناس في القرية والمدينة.
من جانبها، قالت الإعلامية الدكتورة يسر حسان، إنه ينبغي أن يكون هناك شراكة مع القطاع الخاص لرفد البرامج وتغطيتها ماليا، إضافة الى دعم المؤسسات الرسمية ذات الشأن وتمكينها للخروج بمحتوى فني يليق بالسردية الوطنية، من خلال تحديث الجيل المخاطب والفئة المستهدفة.
وأكد الفنان ساري الأسعد، أن السردية الأردنية واضحة ويفترض طرحها بقوة، وهي اليوم بحاجة الى الصورة لإيصال الرسالة من خلال العمل الفني والدرامي، كذلك إلى أهمية تحويل عشرات الروايات الى سيناريو لتقديمه عند انطلاق مشروع السردية الأردنية.
عضو مجلس إدارة الإذاعة والتلفزيون عبير عيسى، أكد أهمية المشروع، ولقد حان الوقت للأردن تنفيذ أعمال درامية على غرار الدول العربية التي عملت عن تاريخها، مؤكدة أهمية إيجاد الدعم المالي المناسب لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون حتى تتمكن من انتاج أعمال وطنية تليق بتاريخنا الوطني.
من جهته، أكد المدير العام لشركة "الأولى للإنتاج الثقافي والفني" الكاتب محمد أبو سماقة صاحب المبادرة في إطلاق المشروع، أن الظروف المحيطة وفي ظل تنامي الهويات الفرعية في المنطقة وجدنا أنه من واجبنا أن نقدم مشروعا وطنيا للأجيال لترسيخ مفهوم الوحدة.
وبين أن مشروع الدولة الأردنية الحديثة منذ تأسيسها قامت على فكرت مشروع الوحدة ولهذا لابد من إعادة صياغة وإنتاج هوية وطنية من خلال أدوات ثقافية وبصرية من أهمها المسرح والغناء والدراما، إضافة الى توظيف هذه القنوات في بناء السردية الوطنية الأردنية وتعريف الأجيال بها.
وأشار إلى أن المشروع يأتي من خلال سلسلة من ورش العمل الإبداعية، بحيث أن كل ورشة يشارك بها خبراء ومختصون في القطاع الفني والدرامي والإعلاميين بحيث يتولى كل فريق اعداد خطة عمل لمخرجات المشروع بشكله النهائي.
--(بترا)