بإيجاز: (وستفاليا) عربية (مرة أخرى)


رم - د. عزت جرادات

*أعود للكتابة حول (وستفاليا) عربية بعد لاحظت ردود فِعْل على المقالة السابقة على وسائل التواصل الاجتماعي واقتصر في هذه المقالة على أمرين إثنين: الأول: تعريف موجز بهذا المصطلح. الثاني: أجندة (وستفاليا عربية مقترحة).
*وستفاليا: (1648) يرتبط هذا المصطلح بمبدأ القانون الدولي وسيادة الدول، فقد أنهى الصلح الأوروبي (عام 1648) حروب الثلاثين عاماً (1618-1648) وأرسى مبادئ السلام في أوروبا، وأكّد أن لكل دولة سيادة، ورسّخت مبدأ التعاون بين الدول، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لكل دولة، وكانت هذه المبادئ هي الأساس في صياغة القانون الإنساني الدولي، وقد شرحها (كيسنجر) في كتابه الشهير (الدبلوماسية) بالتفاصيل الدقيقة التي اتفقت عليها ثلاثون دولة أوروبية في تلك القرية الصغيرة (وستفاليا)، لتصبح عنواناً للسلام في أوروبا، وتصبح نموذجاً لمعاهدات دولية تهدف إلى التعاون والسلام بين الدول.
*وستفاليا عربية افتراضية...؟ إن الحالة التي تمر بها الدول العربية لم تصل إلى الحد الذي وصلت إليه أوروبا آنذاك، فالخلافات فيما بينهما لم تصل إلى مستوى الحروب العدائية، ولا تمثّل تلك النزوات الحربية بين أي بلديْن عربين لا تُمثّل أصالة الأمة العربية وروابطها التاريخية وانتمائها العقدي، الأمر الذي يجعل من الاهتمام والتفكير المعمّق بمعالجة الوضع الراهن للمنطقة العربية، واستشراف مستقبل زاهر لها، ولو على المدى البعيد، انقاذاً للأجيال القادمة في عصر التنوير الجديد والتكنولوجيا المتطورة. فإذا ما اجتمعت الدول العربية على إدراك أهميتها ودورها الحضاري والإنساني المستقبلي، فأنّ عقد معاهدة (صلح وتفاهم وتعاون) تقوم على مبادئ أساسية، أصبح ضرورة مستقبلية لوجودها، ولعل من أهم مبادئ ذلك الصلح (الذي يمكن تسميته (صلح وستفاليا العربية)) على المبادئ التالية:
1-احترام حقوق الإنسان العربي في بلده وفي الوطن العربي.
2-إحترام سيادة كل دولة وتحريم التدخل في شؤونها الداخلية.
3-تشجيع التعاون بين الدول العربية في المشاريع التنموية المشتركة.
4-تشجيع المشاريع المشتركة في الأمن الغذائي والمائي.
5- احياء مفهوم العمل العربي المشترك لحماية الأمة العربية وأمنها القومي.



عدد المشاهدات : (4614)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :