رم - تعهد وزير العدل السوري مظهر الويس، اليوم الأربعاء، بمحاسبة كل من يثبت تورطه في أحداث السويداء الأخيرة، وقال إن "يد العدالة ستطال المجرمين عاجلا أم آجلا".
وقال الويس إن ما جرى في بلدنا بالأيام الماضية هي أحداث تخللتها انتهاكات جسيمة ارتكبها الخارجون عن القانون، ونبّه إلى أن الحل الوحيد هو السير في طريق دولة القانون والعدالة التي تعد الضامن الأكبر للاستقرار في البلاد.
وأضاف "نواصل العمل مع الجهات المعنية باختصاصاتها كافة لتحقيق هذا الالتزام وفق القوانين النافذة".
ولفت الويس إلى أن الدولة توصلت إلى اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء (جنوبي البلاد) لإنقاذ المحتجزين وتأمين خروجهم ودخول المساعدات الإنسانية تمهيدا لعودة مؤسسات الدولة وترسيخ الأمن.
وتعليقا على نتائج لجنة تقصي الحقائق في أحداث مارس/آذار بالساحل السوري، قال الويس إن ما رأيناه في تقرير اللجنة يثبت أن الحل الوحيد هو إقامة دولة القانون، مؤكدا أن "دعوة الرئاسة اللجنة لإعلان نتائج عملها ومكاشفة الجمهور بالحقيقة تأكيد لهذا الالتزام".
لجنة تحقيق
وأعلنت وزارة الدفاع السورية، أمس الثلاثاء، تشكيل لجنة تحقيق لملاحقة متورطين بتنفيذ إعدامات ميدانية بالسويداء على خلفية الاشتباكات الدموية التي شهدتها المحافظة الأسبوع الماضي.
وفي السياق، قال تجمع "مضافة الكرامة" الذي يقوده الشيخ ليث البلعوس، إن الدولة أبلغت شخصيات وطنية ودينية بارزة في السويداء باعتزامها إدخال وحدات أمنية وعسكرية محدودة إلى مناطق التوتر في المحافظة لفض النزاعات المحلية.
وأضاف التجمع، في بيان، أن الاشتباكات التي حصلت بعد ذلك، وأسفرت عن سقوط ضحايا، سببها الالتباس الذي حصل في الشارع المحلي نتيجة عدم علمهم بدخول القوات الحكومية إلى المحافظة.
ودعا البيان "الجميع إلى مراجعة الذات وتقديم المصلحة العامة على أي اعتبارات شخصية أو فئوية".
قافلة مساعدات
ومن جانب آخر، دخلت قافلة مساعدات إنسانية تضم 30 شاحنة إلى محافظة السويداء، هي الثانية، اليوم الأربعاء، وفق ما ذكرت المحافظة عبر تليغرام.
وبيّنت المحافظة أن القافلة تضم سيارات إسعاف ومواد طبية ومستلزمات إغاثية ومحروقات، دون أن تذكر الجهة المرسلة.
ودخلت قافلة المساعدات الأولى، التابعة للهلال الأحمر السوري، إلى المدينة عبر معبر بصرى الشام الإنساني شرقي درعا (المحاذي للسويداء)، في وقت سابق الأربعاء، وفق وكالة الأنباء السورية (سانا).
وقالت سانا إن "القافلة تضم 66 طنا من الطحين، و4 آلاف سلة غذائية، إضافة إلى 10 آلاف عبوة مياه، وصهاريج وق
مقاتلون من البدو في قرية المزرعة بمحافظة السويداء ضمن الأحداث التي شهدتها المحافظة أخيرا (غيتي)
وتشير تقديرات إلى أن أكثر من 60% من سكان السويداء بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.
وتواجه السويداء ودرعا أزمة إنسانية متفاقمة تهدد حياة الآلاف من النازحين والمقيمين، ورغم الجهود الإغاثية المبذولة، فإن التحديات الأمنية، ونقص الموارد، وتزايد الاحتياجات تعوق الاستجابة الكاملة.
وفي 13 يوليو/تموز الجاري، اندلعت اشتباكات مسلحة بين عشائر بدوية ومجموعات درزية بالسويداء، أعقبتها تحركات للقوات الحكومية نحو المنطقة لفرض الأمن، لكنها تعرضت لهجمات من مجموعات مسلحة، قبل أن تنسحب تطبيقا لاتفاق مع الفعاليات المحلية في المحافظة.
وضمن مساعيها لاحتواء الأزمة، أعلنت الحكومة السورية 4 اتفاقات لوقف إطلاق النار بالسويداء، أحدثها السبت.
وتبذل الإدارة السورية الجديدة جهودا مكثفة لضبط الأمن في البلاد، منذ الإطاحة في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024 بنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، بعد 24 عاما في الحكم.
المصدر: وكالات