الإعتداء الصهيوني على سوريا بداية التقسيم .. نموذج السويداء بوابة الدخول لأقليات الدول العربية


رم -


بقلم الدكتور -فواز أبوتايه.

الإعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية لم تعد مجرد "ضربات أمنية إستباقية" كما تدعي تل أبيب بل باتت تقرأ في سياق أوسع يتجاوز حدود المواجهة مع إيران أو حزب الله إن تكثيف الهجمات على البنية التحتية العسكرية والمدنية وتوسيع رقعة الأهداف لتشمل مراكز قيادة ومؤسسات سيادية داخل العمق السوري.يعيد فتح باب الأسئلة حول نوايا إسرائيل الفعلية ودورها في مشروع تفتيت الدولة السورية !!

سوريا كانت هدفا إستراتيجيا للتفكيك في عهد نظام الأسد المخلوع ومع وجود الفراغ السيادي منذ تولي الشرع حكم سوريا جاءت مقدمات التقسيم عبر سلسلة من الضربات الإسرائيلية رغم الحضور الأمريكي والتركي في المشهد السوري إلا أن الواقع السياسي والأمني سرع بفكرة "الكانتونات" أو مناطق النفوذ المستقلة سواء بحكم الأمر الواقع أو لاحقًا تحت مظلة حل سياسي مفروض يغدي فكرة التقسيم تسهم في خلق منطقة عازلة بحكم القوة تفصل فيها الجغرافيا السورية عن الجولان المحتل دليلي ضربت مواقع سيادية سورية سحبت قوات الأمن الداخلي إستباح الدروز دماء بدو السويداء حصلت هدنة وسحب ما تبقى من بدو السويداء إلى درعا هنا يطرح تساؤلا كبيرا لن أطرحه الأن فالأجابة دائما ما تأتي في النهايات في زمن سقوط الأقنعة !!!

الإعتداءات الصهيونية المتواصلة على سوريا لم تعد مجرد سياسة ردع أو وقاية بل تقرأ ضمن مشروع أكبر يعيد رسم الخارطة السورية وفق خطوط تفكيكية ومع ضعف الرد السوري الرسمي وغياب موقف عربي حازم فإن خطر تقسيم سوريا لم يعد مجرد نظرية بل إحتمال واقعي يتبلور بهدوء خلف أزيز الطائرات.

الخطورة الكبرى تكمن بأن يكون نموذج السويداء بوابة التدخل في الأقليات في الدول العربية في خضم ما تشهده سوريا من تحولات أمنية وإجتماعية جاءت السويداء — ذات الغالبية الدرزية — كنموذج بالغ الحساسية لما يمكن تسميته "تدويل الأقليات" أو بمعنى أدق إستخدام الأقليات كمدخل للتدخل الخارجي في الشؤون العربية. فالتجربة الجارية في السويداء لم تعد مجرد إحتجاجات مطلبية أو حراك محلي بل تمثل عمقا إجتماعيا لطائفة درزية عربية ذات إمتداد إقليمي في لبنان وفلسطين وقد حافظت هذه المحافظة على قدر من "الحياد المسلح" طوال سنوات الأزمة السورية لكنها لم تكن بعيدة عن التجاذبات بل بقيت تحت المراقبة من قبل قوى دولية وإقليمية تعتبر الأقليات نقطة إرتكاز في مشاريعها التفكيكية .

الإحتجاجات التي شهدتها السويداء منذ عام 2023 بدأت بمطالب معيشية لكنها تحولت تدريجيا إلى شعارات ذات طابع سياسي تجاوز الدولة السورية وغالبا ما تستخدم الأقليات بوصفها أوراق ضغط أو مداخل ناعمة للتدخل الخارجي فالسويداء تهيأ لتكون المختبر الجديد لهذه المعادلة الخطورة في نموذج السويداء لا تكمن فقط في خصوصيته بل في قابليته للتكرار والتعميم في دول عربية أخرى حيث توجد أقليات عرقية أو دينية أو مذهبية قابلة للاستقطاب. وهنا يطرح السؤال المرعب ؟؟!!!
هل أصبح مشروع الأقليات أداة لإعادة ترسيم الجغرافيا السياسية للدول العربية بديلا عن الجيوش والغزوات

مايحدث في السويداء ليس حالة محلية معزولة بل نموذج ناعم لتفكيك الدولة من بوابة "حقوق الأقليات" ومن لم يفهم الدرس في العراق ولبنان والسودان عليه أن يدقق جيدا فيما يجري الأن في الجنوب السوري فالتفكيك هذه المرة لا يأتي بالدبابات بل بشعارات الحرية وحقوق الإنسان وبأسم حماية التنوع ...

خلاصة القول يكفينا صناعة أعداء مصطنعون وترك العدو الحقيقي لا أوجهها كنقد سياسي وأنما صرخة وعي لأن الحاجة أصبحت إلى ضرورة توجية البوصلة نحو التحديات الحقيقية بدلا من الإنشغال بالحروب الجانبية والسلام ختام لمن أراد السلامة .




عدد المشاهدات : (4676)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :