بقلم: د. سيف تركي أخوارشيدة
يشكّل الشباب في فكر ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني حجر الأساس في بناء مستقبل الأردن ويظهر ذلك جليا في دعمه المستمر لتمكينهم ومنحهم الفرصة الحقيقية لتولي مواقع قيادية في مؤسسات الدولة، حيث ان سموه لا يرى في الشباب مجرد فئة عمرية بل طاقة وطنية كبرى قادرة على إحداث التغيير ودفع عجلة النهضة والازدهار وذلك إذا ما أُحسن توجيهها ودعمها وتوفير البيئة التي تحتضن طموحاتها.
ولأن التغيير يبدأ من الداخل يؤمن ولي العهد بأن القيادة الشابة لمؤسسات الدولة هي المدخل الأساسي لتجديد العمل العام ومواكبة التحولات العالمية في التكنولوجيا والأتمتة حيث يشكل الشباب الفئة الأكثر قدرة على فهم متطلبات العصر والتفاعل معها بل والمنافسة فيها على مستوى عالمي، ومن هذا المنطلق جاء حرص سموه على دعم الطاقات الشابة وتأهيلها عبر التعليم النوعي والتمكين المهني والريادي ولا يكاد يمر حدث شبابي في الأردن إلا وكان لسموه حضور فيه سواء في الجامعات أو في المعاهد والمراكز الريادية أو حتى في مواقع العمل حيث يلتقي بالشباب وجهاً لوجه يسمع منهم ويتحدث إليهم ويتلمس همومهم ويشاركهم آمالهم وهذا التفاعل المباشر لا ينبع من بروتوكول أو مناسبة بل من قناعة راسخة بأن المستقبل يُصنع مع الشباب لا بالنيابة عنهم.
ولأن الرؤية التي يحملها سموه تتجاوز المحلية كان حضوره لافتاً في المحافل الدولية حيث يمثل صوت الشباب الأردني والعربي ويطرح قضاياهم وتحدياتهم وطموحاتهم بلغة واضحة وشجاعة إيمانا منه بأن النهضة لا تكتمل دون مشاركة الشباب في صناعة القرار ورسم السياسات، ولتحقيق هذه الرؤية على أرض الواقع جاءت مشاريع نوعية أطلقها سموه مثل جامعة الحسين التقنية التي تمثل نموذجا للتعليم التطبيقي المرتبط باحتياجات السوق ومركز التميز للريادة والابتكار (The Core) الذي يضم شركات تكنولوجية متقدمة تجمع حولها العقول الشابة من مختلف التخصصات لتكون حاضنة للإبداع والعمل على مستوى عالمي.
سموه يضع نصب عينيه مستقبلا يكون فيه الشباب الأردني في موقع القيادة ويضيئون طريق البلاد نحو التقدم مسلحين بالعلم والمعرفة والمهارات الحديثة قادرين على التفاعل مع عالم سريع التغير لايمانه أنه بنهضة الشباب تنهض الأوطان وبتفعيل طاقاتهم تُصاغ هوية الدولة الحديثة التي تواكب العصر دون أن تفقد جذورها، وما يميز هذه الرؤية أنها ليست مجرد شعارات بل نهج عمل مستمر يستند إلى متابعة دقيقة وقراءة عميقة لما يحتاجه الجيل الجديد ليكون شريكا فاعلا في بناء وطنه من خلال سياسات تعليمية متقدمة وفرص تدريبية ومهنية ومناخ منفتح للإبداع والمبادرة.
ولي العهد لا يراهن فقط على المستقبل بل يصنعه بخطى ثابتة واضعا الشباب في قلب معادلة التنمية ليكون الأردن نموذجا لدولة شابة نابضة تؤمن بأبنائها وتبني نهضتها بسواعدهم وعقولهم وفي ظل هذا التوجه الريادي ويُجسّد سموه نموذج القائد الذي لا يكتفي بالحلم بمستقبل أفضل بل يعمل بوعي وإصرار على صناعته مستندا إلى طاقات الشباب وإمكاناتهم الخلّاقة وبرؤيته الشمولية وإيمانه الراسخ بأن الشباب هم ركيزة التغيير الحقيقي ليمضي الأردن نحو نهضته الحديثة بثقة وعزم ليكون وطنا يُدار بعقول شابّة ويُبنى بسواعد تؤمن أن الغد يبدأ من اليوم.
الدكتور سيف تركي أخوارشيدة
لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
|
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |