رحلة استغرقت 37 ساعة، كانت فيها قاذفات B-2 الأمريكية المستخدمة في مهاجمة منشأة فوردو للتخصيب النووي، مجهّزة بكل وسائل الراحة للطيارين، من مراحيض وأفران ميكروويف، وثلاّجة مزوّدة بالوجبات الخفيفة، حتى أسرّة النوم.
ومن قاعدة وايتمان الجوية خارج مدينة كانساس سيتي، انطلق أسطوال القاذفات يوم الجمعة، في رحلة متقطّعة تخللها توقف عدة مرات للتزوّد بالوقود، بحسب تقرير لصحيفة "التيليغراف" البريطانية.
ووفق الصحيفة، فقد جُهّزت القاذفات بكل ما يمكن أن يسهّل عمل الطيارين الذين اضطروا للبقاء داخل قمرة القيادة 37 ساعة، من ميسوري إلى إيران، ذهاباً وإياباً.
وكان في قاذفات B-2 مرحاض وميكروويف وثلاجة للوجبات الخفيفة، لإبقاء الطاقم في "حالة تأهب"، كما تتوفر فيها مساحة كافية لطيار واحد للاستلقاء والراحة، بينما يقود الآخر الطائرة ذات الأجنحة العصوية، بحسب "التيليغراف".
وبفضل جناحيها الواسعين وطاقمها المكون من طيارين اثنين فقط، تعتمد طائرة B-2 على الأتمتة لإتمام رحلاتها الطويلة.
حلّقت قاذفات B-2 السبع، التي نُشرت في إطار عملية "مطرقة منتصف الليل"، في صمت تام، بينما تناوب طاقم كل منها المكون من شخصين على النوم طوال الليل المضطرب.
مثّلت 37 ساعة قضاها الطيارون في مهاجمة فوردو أطول مهمة لقاذفات بي-2 منذ الغزو الأمريكي الأول لأفغانستان عقب هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 الإرهابية.
يُدرّب طيارو هذه الأنواع من الطائرات على تحمّل رحلات طويلة وشاقة، حيث تحضر الطواقم السابقة أسرّة على متنها أو حتى مواقع تخييم كاملة، وفقاً لمجلة "ذا أتلانتيك".
لم تُنفِّذ قاذفات الشبح المهمة بأكملها بمفردها، بل نُشر أسطول من الطائرات المقاتلة وطائرات الدعم لملاقاة طائرات B-2 أثناء اقترابها من إيران.
دخلت طائرة B-2 الخدمة لأول مرة عام 1997، وتكلف كل منها أكثر من ملياري دولار، ويمتلك سلاح الجو الأمريكي أسطولاً من 19 طائرة، بعد أن فقد إحداها في حادث تحطم عام 2008.
وصرح الجنرال دانيال كين في بيان: "انضمت طائرات B-2 إلى طائرات المرافقة والدعم في مناورة متزامنة معقدة ومؤقتة، تطلبت تزامناً دقيقاً عبر منصات متعددة في رقعة ضيقة من المجال الجوي، وقد أُنجز كل ذلك بأقل قدر من الاتصالات".
بدأت العملية التي استغرقت 25 دقيقة داخل إيران الساعة 6:40 مساء يوم السبت، حيث أسقطت قاذفة من طراز B-2 قنبلتين من طراز GBU-57 "مدمرتين للتحصينات" على "أول نقطة من عدة نقاط مستهدفة في فوردو"، وفقاً لكين.
وأضاف "ثم ضربت القاذفات المتبقية أهدافها أيضاً، حيث أُلقيت 14 قنبلة MOP (قنبلة خارقة للذخائر الضخمة) على المنطقتين المستهدفتين نووياً".
كانت هذه أول مرة تستخدم فيها الولايات المتحدة قنابل GBU-57 الخارقة للتحصينات الضخمة، التي تزن 15 طناً، في هجوم عسكري.
لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
|
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |