فنجان قهوة مع دولة الرئيس – الحلقة الرابعة: "من النشرة للهاشتاغ!"


رم - دولة الرئيس،
خذ قهوتك مرة اليوم، لأن ما سنتحدث عنه "أمرُّ" من البن ذاته.
دعني أبدأ بسؤال بسيط: متى آخر مرة فتحت التلفزيون الأردني "بنية المشاهدة"؟ ليس "نكايةً" في الإنترنت، أو بسبب انقطاع الكهرباء عن الراوتر؟
دولة الرئيس،
في زمن يُقاس فيه نبض الناس بالتريند، نحن ما زلنا نقرأ النشرة كأننا في عام 1997، وزير يفتتح، محافظ يزور، سفير يستقبل، ومن بعده تقرير عن زراعة البندورة في غور الصافي،
وكأن المواطن مشغول بالطمم الزراعي، لا بتطبيق سند، ولا بفاتورة الكهرباء، ولا بشهادة الولادة التي لا تخرج دون شباك ومعاملة وملف بلاستيكي أزرق.
أما وزير الإعلام، فهو في العادة ذلك الضيف الخجول الذي يختفي عندما يُطلب منه الكلام عن الواقع، يطل علينا بين الحين والآخر ببيانات جاهزة، كأنه في مهمة تلوين الجدران، لا في إدارة حوار مع الشارع.
هو رجل المؤتمرات الصحفية... لكن أين هو في مقاهي الناس ومواقعهم الإلكترونية؟
دولة الرئيس،
بين المواطن والإعلام الرسمي... جدار سميك من البلاغة، الناس تتحدث بلغات: ميمز، فيديوهات، فضفضات، مقاطع غاضبة، بينما أنتم تقدمون البيانات المصفوفة، التي تُقرأ من ورق مقصوص بدقة، وصوت المذيع فيها أقرب إلى "إذاعة مدارس" منه إلى نبض الشارع.
هل تعلم يا دولة الرئيس،
أن أخبار الحكومة على المنصات الرسمية تحصل على 37 لايك، 4 تعليقات، بينما فيديو شاب يشكو سعر البكج بـ"ستوري" يحصد 250 ألف مشاهدة في 6 ساعات؟، فهناك فجوة، بل هاوية في اللغة والوسيلة.
دولة الرئيس،
صورة الوزير وهو يتجول في السوق مرتديًا بدلة كاملة في عز تموز، لا تساوي عند الناس ربع فيديو عفوي يصور واقع الأسعار من محل الكاشير.
أنتم تتكلمون كأنكم لا تعلمون، والمواطن يتكلم كأنه يصرخ، ولا من مجيب.
يا دولة الرئيس،
مشكلتنا ليست في نقص الإنجازات، بل في فائض الغياب، غياب الخطاب، غياب التواصل، غياب التفاعل.
بل إن المواطن صار يسأل: هل الحكومة معنا على هذه الأرض؟ أم تتابعنا من كوكب المؤتمرات؟
دولة الرئيس،
لو كنتَ تودّ نصيحة صادقة، فهي التالية: لا تعيّن متحدثاً رسمياً فقط... بل عيّن من يسمع رسمياً، ولا تجعل وزارة الإعلام "غرفة صدى" تسجل صوتكم فقط، بل اجعلها "جسراً" يصل بينكم وبين الناس، قبل أن يتحول الجسر إلى جسر... حريق.

وفي الختام،
نذكّرك: الناس لا تنتظر النشرة، الناس تصنعها، ومن لا يسبق الهاشتاغ ... سيبقى على الشاشة ينتظر أذان المغرب على التلفزيون ..



عدد المشاهدات : (5192)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :