رم - أيمن الراشد
يُعدّ مهرجان جرش للثقافة والفنون من أبرز المعالم الثقافية في الأردن والعالم العربي، وهو شاهدٌ حيّ على قدرة الأردن في تنظيم حدثٍ فني ثقافي عالمي يحمل في طياته عبق التاريخ وأصالة الفن. منذ انطلاقته الأولى في عام 1981، استطاع المهرجان أن يرسّخ مكانته كمنصة ثقافية سنوية تُعنى بالإبداع والمبدعين من مختلف بقاع الأرض.
نجاحات متواصلة على مرّ العقود
لم يكن مهرجان جرش مجرّد فعالية فنية عابرة، بل أصبح مشروعاً وطنياً يحمل رسالة ثقافية راقية، ويعكس الهوية الأردنية في أبهى صورها. فقد شهد المهرجان عبر السنوات حضوراً جماهيرياً كبيراً، ومشاركة نخبة من كبار الفنانين العرب والعالميين، ما أكسبه سمعة واسعة واحتراماً في الأوساط الثقافية والفنية.
ويُعزى هذا النجاح المستمر إلى التخطيط المحكم، والرؤية الواضحة التي تنتهجها إدارة المهرجان، التي تسعى دوماً إلى التطوير والتجديد دون المساس بروح المهرجان الأصيلة.
إدارة فذة تقود النجاح
تحظى إدارة مهرجان جرش بإشادة واسعة من المشاركين والجمهور على حد سواء، حيث تتسم بالكفاءة العالية والقدرة على تنظيم الفعاليات بدقة واحتراف. ويتمثل دور الإدارة في تنسيق عشرات الفعاليات المتنوعة، والتعامل مع فنانين ومثقفين من خلفيات مختلفة، وضمان تجربة ثقافية مميزة لكل من يشارك أو يحضر.
كما تتميز الإدارة بالمرونة والقدرة على التكيف مع التحديات، سواء كانت لوجستية أو صحية أو سياسية، وقد تجلى ذلك بوضوح خلال جائحة كورونا، عندما تمكن المهرجان من الاستمرار ضمن معايير السلامة، محافظاً على روحه وهدفه.
فعاليات متنوّعة تعانق الذائقة الفنية
يشمل مهرجان جرش باقة واسعة من الفعاليات التي تُرضي مختلف الأذواق، من حفلات غنائية لأشهر النجوم، إلى عروض فلكلورية تراثية، وندوات ثقافية وأمسيات شعرية، ومعارض حرف يدوية، وفنون تشكيلية، ومسرحيات محلية وعربية.
ولا يقتصر دور المهرجان على الجانب الفني فقط، بل يساهم في تحريك عجلة السياحة والاقتصاد المحلي، عبر استقطاب الزوار من داخل الأردن وخارجه، مما يعزز من أهمية المهرجان كرافد تنموي إلى جانب كونه مناسبة ثقافية.
رؤية مستقبلية طموحة
تسعى إدارة مهرجان جرش باستمرار إلى التوسع والتطوير، سواء من حيث نوعية الفعاليات أو تنوع المشاركين أو إشراك المجتمعات المحلية بشكل أوسع. وهناك تركيز متزايد على استقطاب الشباب والموهوبين من مختلف المحافظات الأردنية، ما يمنح المهرجان طابعاً وطنياً حيوياً ومتجدداً.
ختاماً
مهرجان جرش ليس مجرد حدث موسمي، بل هو حالة ثقافية متكاملة تعبّر عن روح الأردن المنفتحة والمتسامحة، وعن شغف الأردنيين بالفن والإبداع. ومع النجاحات المستمرة والإدارة الفذة التي تقوده، يُثبت مهرجان جرش عاماً بعد عام أنه ليس فقط مهرجاناً، بل هو علامة فارقة في المشهد الثقافي العربي.