سندويتشات نهاية الأسبوع


رم - بقلم: د. ذوقان عبيدات

(١)
البابور، وساعي البريد
منذ ستين عامًا كنا نعيش مع أدوات معيّنة، ومهن معيّنة! انقرضت تلك الأدوات والمهن.
انقرض البابور ، ولم يترك سوى ذكرى، وانقرض ساعي البريد، الذي طالما تغنى به العاشقون، ووقفوا على الشبابيك انتظارًا لِ "مكتوب" تأخّر.
كان ساعي البريد يصل بين العشاق، ويصل بين الغائب، وأهله؛ ولذلك كانوا يكتبون:
وشكرًا لساعي البريد سلفًا. وكان يتلذذ الساعي بهذه العبارة! المهم:
انقطع الحب الحقيقي حين راح ساعي البريد!
ومن عبارات زمان في كل رسالة:
الصديق العزيز، والذهب الإبريز.
وأكتب لك بقلم الرصاص دلالة على المحبة والإخلاص!!!

(٢)
تقاعُد هيفاء البشير
سيّدة فاضلة، لها إسهام كبير في العمل الاجتماعي. أسست جمعية الأسِرّة البيضاء، ودار المسنين، ومنتدى الرواد الكبار، الذي صار منارة ثقافية مميزة.
تم تكريمها قبل يومين، بقبول استقالتها، أو بإقالتها، أو عزلها!
"شُفِتْ" قديش إدارتنا كريمة مع العاملين؟!!
هيفاء البشير إيقونة العمل الاجتماعي، سيّدة في عمر ٩٣، بمنتهى النشاط! لم تتلقّ غيرَ ما يتلقاه المخلصون من نكران!
هذه أحوالنا يا هيفا البشير!
لا تستغربي!!

(٣)
أبو العلاء المعري

فيلسوف، ومفكر حداثي قبل الحداثة. له آراء في الفكر، والفلسفة، والمذهب، وكل مناحي الحياة.
قالوا له وهو يحتضر:
أنت ذاهب إلى الكريم، وليس معك زوّادة تنقذك من عذاب أليم!
أجابهم:
وقفت على الكريم بغير زادٍ
من الحسَنات أو قلبٍ سليمِ
فحمل الزاد أقبحُ كلّ عيبٍ
إذا كان الذهاب إلى الكريم!
صدق أبو العلاء: إن الله غنيّ عن العالمين!

(٤)
عرائض وبرقيات
وقفت على عريضة موقعة من مئة أكاديميّ، غالبيتهم من جامعة واحدة اعتادت الشغب على رئيسها!
الموقعون المائة، يؤيّدون موقفًا لمسؤول ربما ندِم صاحبه عليه.
هل وصلت المجاملة إلى كل مكان؟

(٥)
تدريب إعلامي
في ندوة لي، قلت لمدير الندوة:
ما أسئلتك؟ اتفقنا على جميع الأسئلة. هذا حق للسائل والمسؤول.
حدثت في الشهرين الأخيرين، مواقف إعلامية صادمة لمسؤولين، كانت نتيجتها أن دفع هؤلاء الثمن!
أيُّ نصر حين يرفع مسؤول كبير
صوته على إعلامي؟
مَنِ الرابح، ومَنِ الخاسر؟
لذلك، كما يحتاج الطلبة تربية إعلامية، يحتاج كل مواطن لذلك، وفي مقدمتهم المسؤول!
المطلوب:
خفض الجناح لكم وليس عليكمُ
لِ"المسؤول" في خفض الجَناح جُناحُ.
المسؤول لا يتحدث مع الإعلام باستعلاء حتى لو كان في سبيل الوطن!!

(٦)
كلّكم راعٍ
نحن في الأردن متساوون في مستوى أجدادنا، ومكانتهم. فالجميع من أصول فلّاحين، ورُعاة!! ولهؤلاء قيمهم: السلطة، والوراثة، والامتلاك، والاستعلاء على من يعملون في أرضهم. كبُرنا وتفاوتنا في المكانة والوظيفة!!
صرنا: مسؤول بدرجة راعٍ.
دكتور أكاديمي برتبة حرّاث.
فالحرّاث لم يتعامل مع عينيْ ثوره!
والراعي كان يستنجد بكلبه، ولا يثق بغيره.
فهمت عليّ والّا أشرح لك؟!!



عدد المشاهدات : (4365)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :