رم - العبادي: الفرقة ومهرجانها مثلت ذراع إبداعي مهم للنقابة
دروزة: ترسيخ الحرية كأساس للإبداع
عيّاد: انتشار الفرقة محليا وعربيا جاء من تنوع التجارب واختلافها
الجمعاني: ترسيخ الحضور المسرحي الدولي داخل الأردن.
عمان – المسرح الحر
ناقش نقاد ومسرحيون محليون وعرب تجربة فرقة المسرح الحر، ومهرجان ليالي المسرح الحر الدولي، على مدار 25 عام هي عمر الفرقة التي تحتفل هذا العام بيوبيلها الفضي.
وتحدث في الندوة التي أدارها المسرحي والعضو المؤسس في فرقة المسرح الحر غنام غنام، وعقدت في مقر المهرجان بحضور مسرحي عربي مهم، المخرجة سوسن دروزة، ونقيب الفنانين الأردنيين محمد العبادي، والناقد المسرحي جمال عياد، والناقد والاكاديمي السعودي د.سامي الجمعاني، حول تاريخ ومنجز الفرقة ومساهمتها الإبداعية في الحالة المسرحية والثقافية الأردنية والعربية.
المسرحي غنام غنام قال في معرض تقديمه للمتحدثين ان فرقة المسرح الحر لا تختصر بعمرها المعروف، 25 عام، وانما هي استمرار لتجارب الأشخاص الذين اسسوها والذين خرجوا من فرق أخرى، او كانت أسماؤهم تحملهم الى مشاركات عربية ومحلية.
وقال غنام انني اعتز بأن كنت في لحظة التأسيس الأولى، ضمن فريق كان يمتلك رؤية مختلفة وريادية، وانه كان يمارس الفعل المسرحي الناجز قبل الشروع في تأسيس الفرقة رسميا، وقد انتجنا عملا من قبل فريق الحر قبل تأسيس الفرقة بشكل رسمي وهو "حياة حياة" وبعده "ومن الحب ما قتل"
وأضاف غنام انه كان هنالك اتفاق على نبل فكرة المسرح، وهذا ما جعل روح المسرح الحر لا يمكن وضعها في أي قفص، ولعل ما منح الفرقة ومهرجانها هذه العمر المسرحي هو ان الاعمال المسرحية التي ينتجها المسرح الحر تعيش وتستمر لسنوات وهذا بسبب استمرارية العمل الجاد المكتمل الشروط الإبداعية.
وتحدث غنام عن بدايات التأسيس حيث كان اول رئيس للمسرح الحر هو حسين أبو حمد وكان مريضا وقتها لكن حضوره لافتا وتوفي قبل انقضاء مدة رئاسته ب 15 يوم
ثم تلاه نبيل نجم الذي قاد الفرقة بنبل، تم ماهر خماش ثم علي عليان، ولم يكن هنالك انغلاق على أي فكرة من قبل المسرح الحر وفريقه، لذلك هو في تصالح مع الجميع لان له مشروع خاص
وأضاف غنام ان المسرح الحر ليس مهرجان فقط وانما هو مشروع ثقافي اجتماعي انساني يؤمن بالأردن.
دروزة: ترسيخ الحرية كأساس للإبداع
وقالت المخرجة الأردنية سوسن دروزه ان استخدام مصطلح المسرح الحر في العالم العربي ظهر في أواخر القرن العشرين، وبرز في دول مثل: الأردن، تونس، المغرب، لبنان، وارتبط بالمبادرات الشبابية المستقلة، الراغبة بتقديم مسرح حر من الرقابة والدعم الموجّه. وفي الأردن، تُرجمت هذه الفكرة إلى فرقة كاملة، عندما تأسست فرقة المسرح الحر عام 2000، لتجعل من هذا المفهوم اسمًا وهوية وموقفًا.
وعن الفرقة ورؤيتها قالت دروزة ان فرقة المسرح الحر لم تنطلق كمجرد مشروع فني، بل كفعل ثقافي ومجتمعي، آمنت بأن المسرح وسيلة لإحداث التغيير الاجتماعي. وسعت إلى: ترسيخ الحرية كأساس للإبداع. وإيصال المسرح إلى الناس في كل مكان: من العاصمة إلى القرى والمخيمات والبوادي. وتناولت قضايا اجتماعية وسياسية، وعلى رأسها قضايا المرأة.
وتحدثت دروزة عن أبرز الإنجازات التي قدمتها الفرقة خلال مسيرتها حيث قدمت إنتاج فني متنوع ومؤثر فانتجت أكثر من 30 عرضًا مسرحيًا، ومن أبرزها ومن الحب ما قتل، حياة حياة، مرآة المرأة، ظلال أنثى، نساء بلا ملامح، حرير آدم. ناقشت الهوية، الاغتراب، الوطن، الحب، المرأة العربية.
ورغم ان مهرجان ليالي المسرح الحر الدولي بدأ كمهرجان محلي عام 2002، الا انه تحول إلى مهرجان دولي واستضاف عروضًا من أوروبا، آسيا، والعالم العربي، وشكّل منصة حقيقية للمسرح الجاد كما تقول دروزة، بعيدًا عن المحسوبيات، وانفتح على الشباب والأطفال، وقام بتنظيم عروض وورش تدريبية للأطفال، وشكل حضور دولي واسع من خلال مشاركته في مهرجانات عربية وعالمية: لبنان، تونس، المغرب، السودان، الإمارات، مصر، الجزائر، وغيرها، ونالت الفرقة جوائز عديدة، خاصة لأعمال تناولت قضايا المرأة والهوية.
وأشارت دروزه الى التحديات المستقبلية التي تواجه الفرقة كشح التمويل وضعف الدعم الرسمي والاعتماد شبه كلي على التمويل الذاتي، مضيفة ان فرقة المسرح الحر ليست مجرد مؤسسة فنية، بل تجربة إنسانية حقيقية في صناعة الوعي، والجمال، والحرية.
العبادي: الفرقة ومهرجانها مثلت ذراع إبداعي مهم للنقابة
من جهته أكد نقيب الفنانين الأردنيين محمد يوسف العبادي الذي رحب بضيوف المهرجان والأردن على أهمية التجربة المسرحية الأردنية واهم النقاط المضيئة فيها والتي كانت فرقة المسرح الحر جزءا مهما من هذا التجربة.
وعن السردية المسرحية في الوطن والأمن الثقافي والذي يتجسد في عناصر عدة قال العبادي ان المسرح والمبدع هما حارسا الثقافة الوطنية ويحافظون على الهوية الوطنية، ولعل المسرح في الأردن وخاصة فرقة المسرح الحر كانت وما تزال من الفرق التي قدمت الديمقراطية في الأردن واسهمت في ترسيخ الفعل الثقافي الإبداعي الديمقراطي وأكدت على أهمية المسرح في الحضور الرسمي الأردني.
وأضاف العبادي ان الدولة معنية بالمشروع المسرحي واننا استطعنا ان نحمل المسرح الى مرحلة التأثير في المجتمع والقدرة على ابراز القضايا الرئيسة وخاصة ان الفرق المتلاحقة قد حققت مشروعا فنيا وابداعيا مشهود له وان الفرق رغم قلة الدعم الا انها في الأردن صنعت مسرح دائم وان هنالك مجموعة من المهرجانات المهمة التي تؤكد ان الساحة العمانية المسرحية والثقافية دائما تصنع الفرص وتمزج الثقافات وتثري التنوع وتقدم الأردن الثقافي الإنساني والابداعي ومن خلال المسرح.
وعن المسرح الحر الذي تمثّل الحرية قال العبادي إننا وبعد 25 عام من الابداع الحر نبارك اليوبيل الفضي لهذه الفرقة ولمهرجانها والتي مثلت ذراع ابداعي مهم للنقابة، وان الأردن اليوم مسرح لكل الاخوة العرب يلتقون فيه على مسارح عمان بكل الحب ونستقبلهم بكل ود ومحبة ونتحاور من جميع الثقافات
وأكد العبادي: نطمح الى أهمية ان يدرك صاحب القرار الثقافي أهمية القوة الناعمة او قوة الثقافة وقدرتها على دعم الموقف الرسمي من خلال الثقافة والابداع وكيف يمكن للمثقف ان يحمل رسالة، ولعل المسرح الحر يمثل هذه الحالة بشكل واضح ولعل الإصرار على إقامة هذا المهرجان هو قوة كامنة في هذه الفرقة.
عيّاد: انتشار الفرقة محليا وعربيا جاء من تنوع التجارب واختلافها
من جهته استعرض الناقد المسرحي جمال عياد تاريخ المسرح الأردني ليؤسس للأجواء التي ظهرت فيها تباشير فرقة المسرح الحر، في الاردن، في بداية التسعينيات، التي تعتبر الانطلاقة المسرحية الأكثر زخماً في تاريخه المسرحي، (طبعا لا ننسى الزخم الذي أنشأه رائد المسرح الأردني والسوري والقطري، هاني صنوبر، منذ بداية الستينيات من القرن الماضي)، بظهور المسرح اليومي بزخمه الكبير، وبخاصة ومنها تشكل الفرق المسرحية المحلية غير القليلة، والقوية في التسعينيات من القرن الماضي، في حضورها مثل مسرح (نبيل وهشام)، (ومسرح محمد الشواقفة) ، وحسين طبيشات (العم عافل)، وغير ذلك من الفرق الأخرى، إلى جانب الإسهام القوي مسرحياً للحكومات المتعاقبة، من خلال وزارة الثقافة، بإطلاق المهرجانات والتي من أبرزها الكبار، والشباب، والطفل، والمواسم المسرحية، والتي لا تزال تحافظ على ديمومتها، والتي كان من نتائج كل ذلك الانطلاقة العارمة للحراك المسرحي الأردني، وبخاصة لجهة المشاركة بقوة في المهرجانات المسرحية العربية.
ناهيك عن وجود مهرجان مسرحي سنوي للجامعات الأردنية، وإقامة جامعة فيلادلفيا مهرجان سنوياً يضم جامعات من الدول العربية، ونشاط مركز الفنون الأدائية الضخم مسرحياً، وغير ذلك من النشاطات المسرحية التي تحضر للذلكرة في هذه العجالة.
في ظل تلك الجواء تاسست فرقة المسرح الحر جاءت من خلال مجموعة من الشباب المتقد حماسا في المسرح وعلى رأسهمن غنام غنام وعلي عليان وفراس المصري وسامي عبدالحميدـ ليحق بهم ماهر خماش ونبيل نجم وبكر قباني وحسين أبو حمد ومحمد غباشي وأسماء مصطفى وعبدالكريم خلايلة وخليل شحادة وحسن المنياوي.
ويعزي عياد انتشار الفرقة محليا وعربيا وتاثيرها الواضح جاء من رؤية واضحة راكمها أعضاء هذه الفرقة من خلال تنوع تجاربهم واختلافها، مضيفا ان هنالك معطيات مهمة أسهمت في هذا الانتشار إضافة لما سبق ومنها المعطى الإنتاجي وهو الذي ميز هذه الفرقة حيث كانت تنتج عمل خاص بها في كل مهرجان، فضلا عن حضور الأجواء الديمقراطية في الحياة الأدارية، بتقلّب أعضائها على المواقع الإدارية في الفرقة، وبخاصة أنه هي الفرقة المسرحية الوحيدة، يتقلب رئيسها عبر الانتخابات، حيث ظهر للفرقة حسين أبو حمد، ونبيل نجم، يكر قباني، ومحمد المراشدة، إياد الشطناوي.
ثم التنوع في مهن أعضائها والتجديد في العضوية واستقطاب النوعية وليس الكم، إضافة الى تميز الفرقة ومهرجانها في تعدد المسارات فمسار الشباب والطفل والكبار اعطى زخم للمهرجان والفرقة.
وأشار عباد الى اسهامات الفرقة على مدار سنوات حضورها في السردية الأردنية وعبر مختلف أنشطتها وخاصة المهرجان حيث استطاعت عروض فرقة الحر ان تؤثر في المسرح الأردني بشكل عام واستطاعت ان تتاثر بالعروض الأجنبية التي كانت تحتضنها من خلال مهرجانها.
واستعرض عياد العديد من الاعمال المهمة في سياق تجربة الحر ومنها: "ومن الحب ما قتل" و"حكاية النمرود" ومسرحية "اكسجين" وغيرها، مضيفا ان للمهرجان دور مهم في تناوله مواضيع مهمة تخص المرأة كمسرحية "ظلال انثى"، إضافة لتكريم العديد من المسرحيات العربيات في فضاءات المهرجان.
وأشار عياد الى تأثر العروض الأجنبية على جمهور المهرجان ونقل الثقافات الأخرى من خلال هذه العروض حيث اتاحت فرصة مهمة
وخلص إلى أن مسار نقل السردية الأردنية إلى الواقع العربي والعالمي، لا يأتي بالمسرحيات العالمية والعربية فقط، لا بل يأتي قبل ذلك بالتركيز على المحلية، كما فعل المخرج فراس المصري بتقديم عمل عن "عرار"، خارج فرقة المسرح الحر، لأن مثل هذه النصوص تعكس المحلية بأبهى جمالياتها القيمية، ثم تنتشر إلى العربية والعالمية. وكمسرحية أكسجين، التي تحوي نصاً محلياً يحوي المكان الأردني، لجهة الأحياء الشعبية، وبما كانت تمور فيه من حراكات وطنية يسارية، لتقدم جانباً سياسياً يعكس، جزءاً أو طيفاً من أطياف السردية السياسية الأردنية. ذات رسائل سياسية، من تأليف علي عليان، وسيناريو يوسف بحري، وإخراج فراس المصري، وجاء متن النص في السياقات المضمرة للعرض، في أحد أوجهها، كانت تحمل تساؤلات، تستنطق التجربة السياسية والأيديولوجية اليسارية في الأردن، والتي كانت ولا تزال تشكل إحدى مكونات الطيف السياسي في البلاد.
وتضمنت ورقة عياد المحور الثاني حول أثر العروض الأجنبية على جمهور المهرجان
أهمية العرض الأجنبي تيجيء أساساً من أفكاره المغايرة لأفكارنا، وإظهار معاناة من نوع آخر تعيش بها هناك تلك المجتمعات، غير التي تمر بها مجتمعاتنا، وكيف يمكن أن نتقبله مسرحياً.
وتناول عياد عينة من العروض الأجنبية، لا بل هي مؤشر للتلاقح الحضاري بيننا وبينهم، وكيف نطل على هذه التجارب، وذلك من خلال العرض السويسري "تحيا الحياة" للكاتب توماس لاوباشير، وإخراج أندريه بيجينات، الذي قدم في مهرجان المسرح الحر، في دورة 14 عام 2019،
الحكاية طرحت معاناة البشر من نتاج التحولات الاقتصادية الكبرى، على البشر لجهة البعد النفسي، والثقافي، والاجتماعي على الإنسان، وتعدد مواقف هذا الإنسان من هذه التحولات.
لكن تلك الحكاية وبما تمور من أحداث وتحولات على أهميتها، ليست هي المقصود هنا أساساً فمن الممكن ان تُقرأ في تحليل اخباري، أو تقدم في عمل روائي، ولكن الأساس هنا أنها طُرحت بلغة مسرحية، تميزت ببلاغة متناهية في الجمال؛ مظهرها أداء جسد الممثل، بمختلف تقنياته؛ إيماءً، وحركةً، أفقيةً وعاموديةً، ودائريةً.
الجمعاني: ترسيخ الحضور المسرحي الدولي داخل الأردن.
وتحدث الناقد والأكاديمي المسرحي السعودي د. سامي الجمعان عن تجربة المسرح الحر وخلال مسيرتها التي شهدت تطورا كبيرا في صناعتها وشكلت فارقًا حقيقيًا في مسيرة الإبداع المسرحي في الأردن، وأسهمت في ترسيخ تقاليد مهرجانية سمتها الرصانة، والاحترافية، والتطور.
وأختصر الجمعاني أسباب نجاح هذه التجربة بالديمومة في خدمة المسرح مع الإيمان الكبير بضرورة هذه الاستمرارية. والفريق المنسجم، الذي آمن بالعمل الجماعي واستطاع تجاوز كل العقبات من أجل صناعة أسرة متفاهمة. وتحديد الأهداف والعمل على تحقيقها واقعًا. والقدرة الفائقة على تجاوز التحديات العنيدة، التي كنت على اطلاع مباشر بها بشكل سنوي.
وأضاف الجمعاني ان ما يلفت النظر في هذه التجربة توزعها الثري في اتجاهات فنية إبداعية مختلفة، أي أنها لم تختص بمجال المسرح فحسب بل أسهمت في المنتج المسرحي والسينمائي معًا، فضلًا عن الاتجاه الناعم من حيث القوة وأعني به المجال التنظيمي عبر مهرجانها المستمر، ففرقة الحر لا تكتفي بتصدير منتجها، بل تجعله منتجًا وطنيًا يساهم في بناء الثقافة والفنون في عموم المملكة الأردنية الهاشمية.
وأشار الجمعاني الى المكتسبات التي حققتها الفرقة بشكل احترافي، ومنها: ترسيخ الحضور المسرحي الدولي داخل الأردن. فقد عرف المسرح الحر بجملة العروض المسرحية العالمية التي استضافها في عمان، مبدعًا في تلك الحوارات مع الأردن بوصفه بلدًا حضاريًا ذا ثقافة وهوية، ومبدعًا في علاقات كبيرة أصبح لها صداها الدولي، إضافة لدعمها المجال السياحي والاقتصادي في الأردن، فالفعاليات الثقافية والفنية والمهرجانية في المسرح وفي غيره تلعب دورًا سياحيًا تسويقيًا للبلد الذي تقام فيه،
وأكد الجمعاني على ان المنتج المسرحي في الفرقة هو عمودها الفقري، وقراءتي الفنية لمنتج الفرقة المسرحي يمكن إيجازها في انطلاق الفرقة من الهوية العربية ببُنى تشكيليّة خاصة في تراثها الشعبية والتربوية. لذلك لم تكن أعمال الفرقة في منطلقها سوى صدى للتراث العربي، ومخزونه العظيم.
وقدم العديد من النقاد الذين واكبوا تجربة المسرح الحر مداخلات مهمة كان ابرزها ما حمله الناقد المسرحي السوادني سفير السلام علي السوداني والذي نقل لفرقة الحر واعضائها تهنئة المدير العام لمنظمة اليونسكو، حيث قال السوداني ان منظمة اليونسكو تقدر بالاهتمام جهدكم المقدر في بناء الجسور بين الثقافات العربية وان هذه المهرجان منصة ومناسبة للحوار تعزز من بناء السلام والوئام، وان مهرجان المسرح الحر نموذج لمثل هذه المناسبات الثقافية المهمة.
وأضاف السوداني انه وعلى مدار تجربة الحر قدم الجمال والمسرح الحر بفكره ولعل شهادتي ومواكبتي لهذه التجربة وهو دور مؤسسة مهمة في المسرح ونحن سعداء بما يقدمه الشباب التي تسهم في عبور هؤلاء الشباب الى مرحلة النضج
وتحدث السوداني على ان للمسرح الحر تجربة مهمة تتميز بانها موثقة ومتاحة للجميع للمشاهدة والمشاركة.
من جهته قال المسرحي الاماراتي عبدالله راشد ان معرفتنا في هذا الفريق(فريق المسرح الحر) سبقت ال 25 عام بمسافة طويلة من الابداع، ونحن نرتبط بعلاقات إنسانية مهمة صنعت المحبة والكيان الإنساني جعلتنا نعشق الأردن ونعشق اهله وصنعت علاقة مع المسرح لنكون في علاقة حميمية ووجدانية أسهمت في ترسيخ الفكرة وستسهم في استمرار الفرقة لاجيال جديدة ولاحقة
مؤكدا انه علينا ان نزرع في اجيالنا فكرة المسرح وفكرة محبة المسرح وان يكون هنالك مشروع فني وثقافي لا تغيب فيه الهوية ولا تغيب فيه الحرية والمحبة.
المسرحي الاماراتي عبدالله مسعود قال ان المسرح الحر منذ انطلاقته بنى علاقات جذرية ونوعية مع الجميع، فمنذ البداية حول العلاقة التي بنيت على المسرح لتكون علاقة اخوة صادقة في الابداع ورسم خطوط ممتدة في المسرح، ونحن الان نعتقد اننا كفرقة أخرى موازية لفرقة الحر، نعرف تماما فكرة التأثير والتأثر.
وتذكر مسعود بداية العلاقة وكيف تطورت الاحلام في فرقة رماح التي تأسست على خلفية هذا الاجتماع وانجزت ما أنجزت، ولولا العلاقة والمحبة في هذا المجال الإبداعي ما خلق هذا التأثير وهذا الاستمرار وهنالك تأثير كبير لهذه الفرقة على العديد من الفرق والمسرحيين ونحن منهم..
لقد صنعتم الجمال وصنعتم المسرح وفق ظروف صعبة وهذا ما يجعلكم مستمرون.
رناد ثلجي... استحضار الغياب
وفي لحظة إنسانية استذكر الحضور الفنانة رناد ثلجي التي فقدتها الفرقة والوسط الفني الأردني والعربي، بعد ان قدمت منجزا مسرحيا ودراميا لافتا رغم قصر التجربة.
وتحدث مدير المهرجان الفنان علي عليان بحزن شفيف عن حضور وغياب الفنانة رناد ثلجي ودورها في الاسهام والمراكمة على تجربة المسرح الحر وكانت ذات حضور مهم ونموذج للإدارة المسرحية العالية المسئولية حيث مزجت بين الفن والإدارة بشكل لافت.
واستذكرا الحضور الدائم لأعضاء غابوا من فريق المسرح الحر وعلى رأسهم: بكر قباني وسمير خوالدة ورناد ثلجي
وأضاف عليان ان رناد ثلجي قد أسهمت في انسنة المكان والأجواء الاجتماعية ليكون جزء من أجواء المهرجان وعلى مدار حضورها في الفرقة حيث كانت تخلق الحياة في تفاصيل عملنا اليومي ، فكان المرض السبب في غيابها المفاجئ عن العمل والحضور رغم تحمسها، مشيرا الى قدرتها في مواجهة المرض في نهاية حياتها.
وتحدثت الفنانة اريج دبابنة عن تاريخ العلاقة التي امتزج فيها الفرج والمحبة حيث استطاعت رناد الممثلة ورغم جديتها ان تصنع جوانب مضيئة في حياتنا لا تنسى واليوم نفتقد حضورها المهم في أروقة المهرجان الذي لن ينساها.