المسجد الزيداني .. معلم تاريخي ديني للواء الكورة ينشر العلم والمعرفة والدين


رم - يزخر لواء الكورة غرب اربد، بعدد كبير من الآثار الدينية، التي تعود أصولها إلى حقب قديمة جدا، لتكون شاهدا على التراث المعماري المتميز في المنطقة، وعملت تلك الآثار التي كانت تعقد فيها الجلسات على نشر الدين والعلم في جميع مناطق اللواء.
ويعتبر المسجد الزيداني في بلدة تبنة بلواء الكورة بمحافظة اربد، المسجد الوحيد في الأردن الذي ما زال قائما حتى هذا اليوم من بين المساجد التي شيدها أحمد بن ظاهر الزيداني، وتم بناؤه في العهد العثماني إلى جانب القلعة الزيدانية، حيث يعتبران من أبرز آثار الزيادنة في تبنة التي اتخذوها مقرا لهم عندما حاولوا الانشقاق عن الدولة العثمانية، بحسب ما أفضى به مفتش بلدة تبنة في مديرية أوقاف لواء الكورة محمد بني عيسى.
وقال بني عيسى لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إن المسجد الزيداني الذي شيده أحمد بن ظاهر الزيداني ابن ظاهر العمر عام 1185 هـ، يحتفظ بهيكله العام في الوقت الحالي رغم بعض الهدم الذي تعرض له بفعل التقلبات الجوية على مدى السنوات الطويلة الماضية، وهو مبني على نظام القناطر ويتسع لنحو 150 شخصا، كما أنه كان جزءا من القلعة الزيدانية التي تحتوي على سور كبير تم بناؤه حول القلعة والمسجد والقرية.
وأضاف إن الظاهر العمر الزيداني أرسل ابنه أحمد إلى بلدة تبنة التي تعد من أقدم القرى في لواء الكورة، وجميع القرى خرجت منها، وقام ببناء قلعة ومسجد وسور حولها، حيث تطل القلعة والمسجد على تبنة والبلدات المجاورة لها، ما شكل لهذا المسجد موقعا استراتيجيا خاصا.
وتابع أن المسجد يرتفع على تلة بحيث يصل صوت المؤذن إلى تبنة والبلدات المجاورة لها بكل سهولة، كما تم بناء مجاري في السور لجمع المياه حيث تم إنشاء 100 بئر، يوجد واحد منها في المسجد.
وبين أن المسجد الزيداني استمر قائما وتقام فيه الصلاة، وتعقد فيه مجالس العلم حتى نهاية القرن الثامن عشر والنصف الأول من القرن التاسع عشر، وبعدها هدم الجزء الشرقي من سقف المسجد بفعل زلزال ضرب المنطقة حينئذ، وتم تجديد بنائه في ثمانينيات القرن العشرين الميلادي مع المحافظة على البناء الأصيل، كما تم ترميمه وصيانته لتعود الصلاة والأذان إليه مجددا، حيث أصبح هذا المسجد قبل نحو 100 عام مرجعا تعليميا لأبناء البلدة، فضلا عن مكانته الدينية.
وأشار إلى أن المسجد بقي مهجورا منذ عام 1998 إلى أن أعيد ترميمه عام 2006 بالتعاون مع جامعة العلوم والتكنولوجيا وجمعية أصدقاء آثار الكورة، ليتم استخدامه كمسجد تقام به الصلاة حتى يومنا هذا.
وأوضح بني عيسى، أن المسجد يحتوي على مغارة وبئر ماء يقع أمامه، ويتم جمع المياه بداخله في الوقت الحالي وتزويد المسجد منها، وأن لجنة صيانة المسجد اعتمدت في ترميمه على الحجارة القديمة المتواجدة في المنطقة وتم بناء القبة فيه.
وأكد المصلون، أنهم يفضلون الصلاة في هذا المسجد رغم وجود مسجد آخر لا يبعد عنه سوى 150 مترا، مشيرين إلى أن الحجارة القديمة والقناطر تعمل على تبريد الجو داخله في الصيف، وتوفر الدفء للمسجد في فصل الشتاء.
وأوضحوا أن المسجد الزيداني له قيمة أثرية وتاريخية كثيرة، حيث ساهم في نقل العلم والدين والمعرفة لجميع أهالي اللواء عبر الجلسات العملية والدينية التي كانت تعقد فيه، وأنه مبعث فخر لأهالي المنطقة.
(بترا)



عدد المشاهدات : (4450)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :