رم - قال رئيس بلدية دير البلح في قطاع غزة، نزار عياش، إن عدد النازحين في المدينة بلغ نحو 150 ألف نازح، وسط أوضاع إنسانية وصفها بـ "الصعبة والكارثية"، مشيرا إلى أن البلدية تواصل العمل بإمكانيات محدودة بعد تدمير مبناها الرئيسي بالكامل جراء القصف الإسرائيلي.
وأوضح عياش، في تصريح لـ "المملكة"، الثلاثاء، أن البلدية تعرضت خلال العدوان الإسرائيلي للقصف أربع مرات، أدت إلى تدمير البنية التحتية للمقر البلدي، مؤكدا أن العمل يقتصر حاليا على خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة قدر المستطاع، في ظل شح الوقود والإمدادات.
عجز حاد في الوقود وشلل في الخدمات الأساسية
أشار عياش إلى أن الخدمات الأساسية باتت شبه معدومة بسبب النقص الحاد في الوقود والسولار، حيث لم تتسلم البلدية خلال الأسبوعين الماضيين سوى 5 آلاف لتر، بينما تحتاج يومياً إلى 3500 لتر على الأقل لتشغيل الآبار ومحطات الصرف الصحي.
وأكد أن هذا النقص في الوقود يؤثر بشكل مباشر على تشغيل آبار المياه وتقديم الإمداد المائي للسكان، خصوصاً مع تصاعد أعداد النازحين داخل المدينة.
محطات التحلية تعمل بأقل من طاقتها
وأوضح رئيس البلدية أن محطة تحلية مياه البحر المركزية جنوب دير البلح، التي تشغلها مصلحة مياه بلديات الساحل، تنتج حاليا نحو 3 آلاف كوب من المياه المحلاة يوميا بدلا من 20 ألفا، بسبب نقص الوقود وصعوبة صيانة المولدات.
كما تنتج محطة تحلية "البصة" الواقعة في المحافظة الوسطى 1500 إلى 2000 كوب يومياً، فيما توقفت محطة تحلية متوسطة الحجم تماما عن العمل، وكانت قادرة على إنتاج 50 كوبا في الساعة، لكنها تحتاج إلى قطع غيار مستوردة يصعب توفيرها حاليا.
توقف خطوط المياه وفقدان 13 ألف كوب يوميا
لفت عياش إلى أن المدينة فقدت ثلاثة مصادر رئيسية للمياه هي، خط مياه مكروت الإسرائيلي، محطة تحلية البحر المركزية، الآبار الجوفية، والتي تعرض ثمانية منها للتدمير من أصل 21 بئراً.
وأوضح أن خط مياه مكروت انقطع بشكل كامل في كانون الثاني الماضي نتيجة تجريف الخط الرئيسي، فيما توقفت محطة التحلية عن الضخ في أيار بعد فصل التيار الكهربائي عنها؛ ونتيجة لذلك، فقدت المدينة نحو 13 ألف كوب من المياه المحلاة يومياً كانت تصل من مكروت ومحطات التحلية.
أزمة نفايات وتهديد مباشر للمياه الجوفية
وقال عياش إن بلدية دير البلح اضطرت إلى إنشاء مكبات نفايات مؤقتة داخل المدينة أو على أطرافها بعد تعذر الوصول إلى المكب الرئيسي في صوفا شرق رفح، وأوضح أنه يتم جمع نحو 500 طن من النفايات يومياً وترحيلها إلى مكب مؤقت جنوب المدينة.
وحذر من أن المكب المؤقت يقع بالقرب من الآبار الجوفية وعلى تربة رملية، مما يرفع خطر تسرب العصارة إلى الخزان الجوفي، مهددا بحدوث تلوث واسع للمياه.
خدمات البلدية محصورة في المياه والنظافة
وأكد عياش أن البلدية بعد تدمير كامل مرافقها، تركز حاليا على تشغيل الآبار، متابعة شبكات المياه والصرف الصحي، وتنظيف الشبكات ومحطات الضخ، إضافة إلى تشغيل عمال بشكل يومي للاستجابة لحالات الطفح وتسرب مياه الصرف في الشوارع.
وأضاف أن هناك صعوبات متزايدة في صيانة المولدات والمضخات بسبب نقص الوقود وارتفاع التكلفة، مما ينعكس سلباً على جودة الخدمة المقدمة.
المقابر ممتلئة والدفن الجماعي بات واقعا
وكشف رئيس البلدية أن جميع المقابر في دير البلح أصبحت ممتلئة تماما، وأنه قبل الحرب كانت البلدية تسعى لإيجاد أرض بديلة لإنشاء مقبرة جديدة، إلا أن الحرب حالت دون ذلك.
وأشار إلى أن الدفن يتم حاليا بطريقة جماعية أو من خلال دفن الشهداء في طبقات مفصولة بألواح خشبية، في ظل غياب البدائل، علما بأن إدارة المقابر تقع أساسا تحت مسؤولية وزارة الأوقاف، لكن البلدية اضطرت لتولي المهمة بعد انهيار المؤسسات.